موسم التين في سوريا غذاء وربح ودواء

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

التين أو التين الشائع أو التين الكاريكي نوع نباتي يتبع جنس التين من الفصيلة التوتية. يُزرع في معظم مناطق الوطن العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط لكن موطنه يمتد من تركيا حتى شمال الهند. وصلت الشجرة مع الإرساليات الإسبانية إلى جنوب ولاية كاليفورنيا عام 1759.

ويزود التين جسم الإنسان بالفيتامينات والمعادن والألياف، وهي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر والأملاح المعدنية الرئيسية، مثل الكالسيوم والفوسفور وفيتامين سي، ولها فوائد صحية مثل التخلص من حب الشباب والبثور والوقاية من الإمساك وارتفاع ضغط الدم والحماية من سرطان البروستات.

ويوجد في سورية 84 صنفاً من أصناف التين تنتشر زراعتها على طول وعرض الجغرافية السورية بحكم تأقلم هذه الشجرة مع البيئة المحلية وسهولة زراعتها وعدم حاجتها لكثير من الاعتناء.

ومن أهم الأصناف المحلية السورية دعيبلي، كعب الغزال، شامي، عبيدي، غزلاني،  بياضي، شنشاري، بشاري، البريغلي، برطاطي، خضيري، ..إلخ وهي أسماء تختلف باختلاف المناطق فلكل صنف تسميته المحلية.

وتتميز شجرة التين بقدرتها على الحياة في مواقع بيئية مختلفة من السهل إلى الجبل، حيث تقول الدراسات إنها تزرع في سوريا في مناطق من ارتفاع صفر وحتى 1500 متر عن سطح البحر

ولدى التين خواص مطهرة وملينة، فيستخدم لمعالجة الجروح والقروح، ويمكن من قطع أغصان التين الصغيرة دهن التآليل بحليبها صباحا ومساء، يؤدي إلى الشفاء، ولعصير الأوراق الفائدة نفسها، ويفيد العصير الأبيض المأخوذ من حامل ثمرة التين غير الناضجة في علاج الجهاز التنفسي، فهذا العصير له تأثير قابض، ويعالج التين الإمساك ويفيد بشكل خاص الحوامل وكبار السن.

يذكر أن الأبحاث التي أجريت على زراعة التين في سورية وأصنافه، نقلت إلى المجمع الوراثي في مركز البحوث العلمية الزراعي في إدلب، ولم يتسن لنا معرفة مصيرها إن كانت محفوظة أم إنه تم اتلافها.

التين المجفف من الفواكه اللذيذة التي تحتوي على كميات مركزة من العناصر الغذائية المفيدة ويتم تصنيعه من ثمار التين بعد وضعها في الشمس والهواء وتركها حتى تجف أو تبخيرها كما يوفر موسم التين فرص عمل للعديد من العائلات بريف حمص الشمالي الغربي التي تشتهر بزراعته فيتم تسويقه طازجاً أو تجفيفه وتصنيع الحلوى منه والمسماة “القلائد والهبابيل” والتي يعمل بها عدد كبير من العائلات.

ينتظرون في كل عام موسم التين الذي يشكل لهم مردوداً اقتصادياً جيداً حيث تعمل على تجفيف ثمار التين لأيام عبر تعريضها للشمس كما تقوم بتعريضه للبخار ومن ثم طحنه أو دقه بالجرن وتقطيعه ويمكن بعدها تزيينه بجوز الهند أو السمسم أو البرغل الناعم مشيرة إلى أنها تقوم بتخزين جزء منه كمؤونة لعائلتها وتبيع كمية جيدة منه لتوفر دخلا مالياً إضافياً للأسرة.

وتقول إحدى السيدات من قرية القبو أن صناعة التين المجفف من العادات المتوارثة منذ القدم فبعد قطاف التين الاخضر يتم تيبيسه ثم عملية التهبيل وتشكيله بأشكال عدة كما يتم صنع مربى التين مشيرة إلى أن هذا العمل يؤمن دخلاً جيداً للعائلات الريفية وخاصة مع ارتفاع أسعاره هذا العام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.