BAZ_NEWS- تقرير وتوثيق
رابط اليوتيوب: https://youtu.be/rlZF8ev85V4
صار من الصعب على رئيس النظام السوري بشار الأسد الظهور بصورة اللا مبالي بعد سنين الحرب، والتي حوّلته وحوّلت سوريا إلى حالة فريدة من الحطام، والدولة الفاشلة اقتصاديا، دولة تنتظر العيش على المساعدات، كما هو حال مواطنيها المتفرقين في المخيمات. الفارق فقط أن المخيم الذي يعيش فيه بشار واذنابه، مغلّف بشيء من البريق الزائف، ووهم الاستقرار، بينما تنكشف أوضاع السوريين في ما تبقى من أنحاء البلاد والجوار.
ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الذكاء، لمعرفة أسباب تدهور الاقتصاد للبلد، فالدمار الذي لحق بالبنية السكانية وحده كفيل بتفسير ذلك، وانهيار القطاعات الاقتصادية والزراعية الكبرى وكذلك هجرة المؤسسات الصناعية، وهجرة رأس المال. فلمن شعارات إعادة الإعمار،،
الاستقرار يتيح الفرصة لانتعاش سوق العمل، ومادام هذا غير موجود، فإن أي إجراء يتخّذ إنما يندرج ضمن سياق تطويق الأضرار واحتوائها، أو الدعاية السياسية لا أكثر.
التطور من اقتصاد قديم إلى اقتصاد أجدّ لا يلبث أن يصبح قديما، سيستمر حتى ينهي عرابي الأسد الاقتصاديون تجاربهم على السوريين، أولئك الذين قام بتحويلهم على مدى عقود، إلى نعاج لم يبق منهم ما يُحلَب.
ليس من برامج الأسد حالياً ترفيه السوريين ممن يعيشون تحت سيطرته، ولم تعد حتى السخرية التي ترافق عادة كافة الإجراءات التي يتخذها لادعاء الحرص على مصالح الشعب ممتعة لأحد.
المشكلة تكمن في ديمومة الحُكم هذه في ظل الأوضاع الراهنة؟ مادام لا أحد يشتكي أو يتذمّر.
تشكّل الاقتصاد السوري منذ بداية السبعينات على نمط مختلف فريد، ولكن محاربة آل الأسد لهذا الاقتصاد خوفا من تمدده ضارباً مصالحه مع الدول الرخيصة، أغلق كل الأبواب المفتوحة،
حيث من يجمع الثروة والنفوذ هم المراكز المقربة من رأس السلطة، أما ما تبقّى من نشاطات استثمارية فلم يكن يُسمح لها بالنمو إلا بحدود معينة كانت تضيق أكثر وأكثر مع الوقت،
وقد يكرّر البعض السؤال لماذا يريد النظام أن يبدو في حالة عجز؟ ليجيب بسرعة، كما كل مرة، إن هدفه رفع العقوبات الدولية وقانون قيصر وخلافه التي يشتكي من أنها تخنق حياة السوريين الذين يقعون ضمن نطاق مسؤوليته.
في هذه الأثناء تروّج أذرع الأسد مصطلحا جديدا للتعبير عن المرحلة القادمة، هو “الاقتصاد الجديد” مبشرين باقتراب مولده، وبمرحلة جديدة ينوي الأسد تدشينها، لا سيما بعد أداء القسم، بعد أن فرغت خزينة الدولة ولم تعد تقوى على دعم الكثير من السلع التي سيؤدي التخلي عن دعمها إلى تعزيز إمكانية العبور إلى مرحلة إعادة الإعمار.
وهذا لن يتحقق فقط برفع الدعم، بل بمطاردة العملة الصعبة في السوق السوداء، وبالمزيد من الخنق لحرية مزاولة الأعمال التجارية، وإعلان الحرب على الاقتصاد القديم، الذي كان قوامه العمود الفقري للنظام، ممثلا بشخصيات مثل رامي مخلوف، الذي استبدل اليوم بفريق أسماء الأسد.
وستستمر هذه الحرب الاقتصادية بين السلطة والشعب حيث يضع بشار سيفة على عنق المواطن دون القضاء عليه ودون رفع هذا السيف، هو فقط يدعه يموت ببطء..