التوجهات لاستبدال “روسيا” بـ”الصين” كحليف داعمٍ للنظام السوري يبدو أنها اغضب الروس وقام النظامالسوري ، باستبدال لافتات معبّرة عن الصداقة بين الشعبين السوري والروسي في الشوارع السورية بلافتات صينية لن يغير من الأوضاع المأساوية على الأرض قيد أنملة حسب مستشار الكريملن
حيث نشرت صحيفة ” زافترا” الروسية، مقالاً لمستشار إدارة الرئيس الروسي ووزيري الخارجية والدفاع “رامي الشاعر”،
تحدث من خلاله عن آخر تطورات الملف السوري، بالإضافة إلى تعليقه على خطاب “بشار الأسد” الأخير الذي ألقاه بعد أداء اليمين الدستورية الأسبوع الفائت.
وقال “الشاعر” في مقاله: “إذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن المفـ.ـاهيم تحديداً، فيما أرى، هي جوهـ.ـر القـ.ـضية السورية بين دمشق والمعارضة، فما استمعـ.ـت إليه في خـ.ـطاب الأسد عن الوطن والشعـب والانتـ.ـماء والسيادة يؤكد على اختـ.ـلاف تلك المفـ.ـاهيم كـ.ـلياً وجزئياً بين الطرفين”.
وأضاف: “عندما يتحدث الأسد عن الوطن، الذي لم يعـ.ـد سوريا المفيـ.ـدة، بل أصبح الـ.ـدولة السـ.ـورية التي استعـ.ـادت ما كانت قد فـ.ـقدته حتى 2015، فهو يتحدث عن سوريا عام 2011، وكأن شيئاً لم يحـ.ـدث على هـ.ـذه الأرض”.
وأشار المستشار الروسي إلى أن الأسد وحين يتحدث عن الانتـ.ـماء، يتحدث عن انتـ.ـماء “الأغلبية” التي انتـ.ـخـ.ـبته في اقتـ.ـراع يفتـ.ـقد اتساع الجغرافيا واستقـ.ـرار المجتمع، دون أن ينتبه إلى “شعـ.ـب” آخر يوجد خـ.ـارج البلاد، وغيرهم “شعـ.ـب” داخل البلاد تحت حمـ.ـاية قـ.ـوى أجنبية، وهم أيضاً مواطـ.ـنون سـ.ـوريون.
وتابع بالقول: “وغير أولئك وهؤلاء، هناك ربما شعـ.ـب ثالث ورابع لا يشـ.ـاطر السلطة الراهـ.ـنة رؤيتها السياسية في مستقبل البلاد، بل ويـرغب في تغيير هذه السلطة بالطرق السياسية السـ.ـلمية المشـ.ـروعة، التي نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2254، إلا أن السلطة تصرّ على تجـ.ـاهل ذلك، وتطل علينا بنفـ.ـس ثوب 2011، في انتظار نتائج جديدة”، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن من اللحظات الأكثر إهـ.ـانـ.ـة للشعـ.ـب “أي شعب بالمناسبة”، وليس الشعـب السوري تحديداً، أن يوصف بأنه قد “تم التغـ.ـرير به”، وكأنه طـ.ـفـ.ـل ضـ.ـحـ.ـل الثقافة أو جـ.ـاهل، يحتاج إلى “أب” حـ.ـنـ.ـون عـ.ـاقل يقوم برعـ.ـايته وإرشاده.
وأوضح المستشار السوري أن من بين صفـ.ـوف وأطيـ.ـاف هذا الشعـب العظيم، وبين جـ.ـنـ.ـبات معـ.ـارضته يوجد الكتّاب والمثقفون والفنـ.ـانون والسياسيون وأسـ.ـاتذة الجامعات، لا جــ.ـريـ.ـمة ولا ذنـ.ـب لهم سوى أنهم يعتـ.ـرضون على رؤية الرئيس ومن معه لمستقبل الوطن، ويرون للوطن مسـ.ـاراً آخر يسعون إليه ومن ورائهم ملايين آخرين من “المغـ.ـرر بهم”.
وتساءل “الشاعر” في معرض حديثه قائلاً: “هل يجـ.ـوز توصيف الحـ.ـالة السورية، وطمـ.ـوحات شـ.ـق كبير من الشعب بالتغيير والانتـ.ـقال إلى نظام حكم جديد بـ “الضـ.ـلال” و”الخـ.ـيانة” و”العـ.ـمالة”.
ونوه المستشار الروسي إلى أن تجـ.ـاهل “بشار الأسد”، للجنة الدستـ.ـورية، بل ومهـ.ـاجـ.ـمـ.ـته لها في بعض مواقع الخـ.ـطاب، يتعـ.ـارض لا مع إرادة غـ.ـالبية الشعب السوري فحسب، وإنما كذلك مع إرادة المجـ.ـتمع الدولي في دعـ.ـم حق الشعب السوري في حـ.ـرية تقرير مـ.ـصيره واختيار نظام حكـ.ـمه استنـ.ـاداً إلى تعـ.ـديل دستوري.
وأوضح “الشاعر” أن القيادة الروسية من جانبها تؤيد وتسعى إلى تحقيق ما جاء في نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254،، لاسيما بما يتعلق بالتوصل إلى حل يحتـ.ـرم إرادة الشعـب السوري وتطلعاته، فضلاً عن رغبة موسكو بتعزيز دور الأمم المتحدة، على حد قوله.
وتطرق “الشاعر” إلى الحديث عن ظهور “بشار الأسد” برفقة عائلته بأحد أحياء مدينة دمشق وهم يتناولون “الشـ.ـاورما”، حيث قال: “الأوضاع على الأرض السورية للأسـ.ـف، ليست تماماً بالصـ.ـورة مثلما تبـدو في فيـ.ـديو الرئـ.ـيس، بينما يتجـ.ـول بين مواطنيه، ويتناول الشـ.ـاورما في أحد المـ.ـطاعم العـ.ـادية في دمشق، وسط ترحـ.ـيب وحفـ.ـاوة من المواطنين البسـ.ـطاء. بل أصـ.ـعب من ذلك، وذلك بسبب عـ.ـوامل عـ.ـدة داخـ.ـلية وخارجية”.
أما بالنسبة للحل في سوريا، فقال المستشار الروسي: “إن حل الكـ.ـارثة الإنسانية السورية، ولا أبالغ بوصفها كـ.ـارثة، يبدأ بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولا سبيل لحـ.ـل للملف السوري سواه”، وفق وصفه.
وأضاف: “السلطـ.ـات في دمشق تتجـ.ـاهل بلغة الخـ.ـطاب التي تتبناها العـ.ـامل السوري في عـ.ـجـ.ـزها عن فـ.ـرض سلطتها شمال شرق وشمال غرب سوريا، والقـ.ـضية لا تتعـ.ـلق فقط بالتواجد والدعـ.ـم العسكـ.ـري الأمريكي أو التركي”.
وأوضح بالقول: “حتى بعد انسـ.ـحـ.ـاب الأمريكيين والأتـ.ـراك من الأراضي السورية، فليس مضـموناً أن تتمـ.ـكن السلطة المركـ.ـزية في دمشق من بـ.ـسـ.ـط سيطرتها على هذه المنـ.ـاطق دون حـدوث تسـ.ـوية على أسـ.ـاس قرار مجلـ.ـس الأمـ.ـن رقم “2254”، وبمشاركة جميع السوريين المعنيين.
ونوه إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الجنـ.ـوب السوري، الذي يعـ.ـاني من وضع خـ.ـطير للغاية، وقابل للانفـ.ـجـ.ـار في أي لحظة، وكما ذكر “الأسد” في خـ.ـطابه، وهو محق تماماً، أن الحلول الأمـ.ـنية وحدها لا تحـ.ـقق الهـ.ـدف، وإنما أمـ.ـان واستقـ.ـرار المواطن، وقنـ.ـاعته وانتمـ.ـائه لأرضه هي ما يحقـ.ـق السـ.ـلام.
ونبه إلى أن الأسد لا يلتفت للمسار الذي تجاوزته سوريا، لا بفضل روسيا وإيران والصين وحدهم، وإنما بفضل تركيا أيضاً.