سرطان إيران الفارسية يبدأ بالتغلغل في الحسكة السورية بدعم من الدفاع الوطني 

الحسكة – رئيس التحرير

حرصت إيران منذ تدخلها إلى جانب النظام السوري لقمع ثورة الشعب على مدار أكثر من تسع سنوات، على جعل العشائر العربية السورية ورقة بيدها، وذلك ضمن تكثيف جهودها لترسيخ فكرة إقامة منطقة نفوذ دائم لها في البلاد.

إلى اليوم تخوض إيران صراعاً لكسب ودّ العشائر عبر اختلاق وجهاء وشيوخ عشائر محليين يتبعون طهران رسمياً، ويأخذون دور الوكيل الفعلي في تنفيذ مخططاتها، وزجّ أبناء تلك القبائل في التشكيلات العسكرية التي تديرها إيران في سوريا، في وقت لا يحظى فيه هؤلاء “الشيوخ الوهميون” بأي اعتراف شرعي من باقي أبناء المنطقة خارج حدود مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية، والنظام السوري، كما يؤكد أبناء تلك العشائر.

واعتمدت إيران في سوريا، على عدة شخصيات عشائرية، دانت بالولاء المطلق لها، ووضعت كل البيض في سلتها، لدرجة أنها شكّلت مليشيات من عشائرها لخدمة وتنفيذ مشاريع طهران، وأخذت تمشي خطوة بخطوة مع عملية التغلغل الإيراني على كل الصعد، العسكرية والاجتماعية والثقافية والدينية على الجغرافيا السورية، في جنوب دمشق وحلب وحماة وحمص وديرالزور والحسكة.

ووصلت إلى ريف الحسكة في إطار محاولاتها تأسيس حاضنة شعبية والحيلولة دون خسارة الطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية والعاصمة اللبنانية «الذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي»، مشيرا إلى ارتفاع عدد العناصر المجندين إلى 7500 شخص شرق سوريا وجنوبها، وسط مساع روسية لضبط هذا التغلغل.

ومع تطورات الأحداث في سوريا، انشغلت وسائل الإعلام المحلية والدولية بمتابعة تطورات الوضع في الشمال السوري والعملية العسكرية التركية ، فيما انشغلت إيران بمسعاها إلى تنفيذ مخططاتها داخل سوريا بزيادة عدد الموالين في مناطق سورية عدة.

وواصلت الميليشيات الإيرانية والميليشيات الموالية فعمليات التجنيد السرية لصالحها في الجنوب السوري والضفاف الغربية لنهر الفرات، عبر عرابين تابعين لها أو مواقع جرى تحويلها لمراكز للتجنيد، فعمليات التجنيد تجري مقابل السخاء المادي واللعب المتواصل على الوتر الطائفي، حيث أكدت مصادر تزايد أعداد المتطوعين في الحسكة إلى أكثر من 2500 متطوعا،  إذ تعمد الميليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد، تزامنا مع انشغال الجانب الروسي بالعمليات العسكرية والاتفاقات الأخيرة مع تركيا فيما يتعلق بشمال سوريا.

وعلمت شبكة BAZالإخبارية من مصادر خاصة أنه وبالاتفاق مع قيادات النظام السوري في الحسكة فقد تم استقبال شحنة سلاح كبيرة مقدمة من الجانب الإيراني ووضعها في البراد الآلي بوسط المربع الأمني في مدينة الحسكة ويشرف عليها عناصر الدفاع الوطني، وكان بعض ممن يدعون أنهم وجهاء عشائر من الحسكة الذين صنعهم النظام السوري وقيادي من الدفاع الوطني بمدينة الحسكة قد زاروا العاصمة الإيرانية في وقت سابق حاملين معهم أنساب مزورة مدعين أنهم من سلالة آل البيت ،للحصول على الدعم من الولي الفقيه خامنئي ،وقد تم تكليفهم بإنشاء مركزا لتجنيد عناصر يتبعون لإيران في الحسكة برواتب تصل إلى 200دولارا أمريكيا للعنصر الواحد ،مما فتح المجال للكثير ممن باع ضميره ودينه ووطنه لأجل الطمع المادي ،وبدأ بعض هذه الوجوه العشائرية بتسجيل اسماء حقيقية ووهمية لأجل الحصول على الرواتب ،وتم تحديدا مركزا آخر لتجمع المتطوعين وتدريبهم إضافة إلى إعطاء العناصر الجدد كتيبات ومحاضرات عن حب آل البيت ولأخذ الثأر للحسين وهذا المركز هو بناء المتحف الواقع مقابل مديرية تربية الحسكة ،وشوهدت جميع آليات الدفاع الوطني في الحسكة تحمل صور قاسم سليماني تجوب شوارع المربع الأمني في مدينة الحسكة، وكل ذلك يجري في ظل صمت العشائر العربية الموجودة في الحسكة إما خوفا من مليشيا الدفاع الوطني، أو طمعا في مايتم تقديمه من رواتب وسلال غذائية مصدر هذه السلال منظمة الهلال الأحمر السوري بالحسكة.

رغم كل ذلك ينشط بعض أبناء الحسكة في توعية السكان من خطر انتشار هكذا عناصر في الحسكة، بنشر ملصقات وبشكل شبه يومي في شوارع المدينة تنبه من خطر هذه المليشيات على مستقبل الجزيرة السورية، لأن الشرفاء من أبناء الحسكة يعلمون أن إيران ومليشياتها مادخلوا بلدا إلا وأفسدوه وكانوا السبب الرئيسي في خرابه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.