الدور التركي المرتقب في افغانستان

مقالة ورأي BAZ_NEWS

الكاتب السوري: محمد علي

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستتولى مهمة تأمين مطار كابل بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة ومن المشاكل التقنية موضوع حماية القوافل بين المطار الى مقرات البعثات الدبلوماسية ومن المتوقع أن تقوم تركيا ان تم التوصل لاتفاق بوضع 500 جندي في المطار بالاضافة الى 200 تقني.


وقال أردوغان “حددنا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ترتيبات المهمة المستقبلية، وما نقبله وما لا نقبله”.
وأضاف “طرحنا هذا الموضوع خلال اجتماعات الناتو وخلال لقائي مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن وأثناء المناقشات بين وفودنا… سننفذ هذا الإجراء في أفغانستان بأفضل طريقة ممكنة”.
وقد يستاءل البعض عن هدف الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان من إرسال قوات عسكرية تركية إلى المستنقع الأفغاني الذي استطاع ابتلاع و هزيمة أقوى قوتين عسكريتين في التاريخ الحديث” الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفيتي “
في الحقيقة تسعى الحكومة التركية إلى توسيع الدور التركي الإقليمي المتنامي لعدة أسباب واعتبارات، فبعد تدخلها في الحرب السورية تدخلت في الحرب في ليبيا والحرب الأرمنية الأذرية، وكان ذلك التدخل عاملا حاسما في قلب موازين القوى خاصة في اذربيجان وليبيا تقوم اليوم في التدخل في الشأن الأفغاني لعدة أسباب ومن أهمها :

1 – رغبة تركيا بتصدير تجربتها في الحكم إلى أفغانستان

. تقوم الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بتصدير انموذجها ” الإسلامي” للحكم، ويقوم هذا النموذج على إيجاد ” إسلام سياسيي عصري” بمعنى إيجاد قوى إسلامية تصل إلى الحكم عبر الانتخابات مع موافقة الدول الغربية والمجتمع الدولي بشكل عام على هذا النموذج، ف تركيا تعلم علم اليقين أن الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل خاص المجتمع الدولي بشكل عام لايمكنها تقبل نموذج إسلامي للحكم يقوم على فكرة ” الخلافة الإسلامية” التي تدعو إليها بعض الجماعات الإسلامية المتشددة، لكن تلك الدول تتقبل نماذج إسلامية للحكم كالنموذج التركي -ولو على مضض – لعملها بالمرونة السياسية والعقدية التي يتمتع به. لذلك تسعى إلى التعاون مع طالبان لإيجاد أرضية إسلامية للحكم في افغانستان تتسم بالمرونة شبيهة بنظريتها التركية.

2 – ترميم علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف “الناتو”

. تسعى تركيا إلى ترميم علاقتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لإثبات أن تقاربها مع موسكو في بعض الملفات الإقليمية وصفقة صواريخ s400 وما تلاها من توتر في العلاقات ماهو إلا تقارب نفعي وصفقات براغماتية يفرضها الواقع ولا يمكنه بحال من الأحوال أن يحل مكان تحالفها الاستراتيجي مع حلف شمال الأطلسي “الناتو” ولاثبات نفسها كحليف قوي وموثوق به قادر على لعب أدوار يصعب على اي طرف اخر ان يلعبها، فتركيا تريد أن تقول للحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تزال تشكل أهمية للناتو في المناطق الحساسة و أنها قادرة على إيجاد حل للمعضلة الأفغانية.

. لكن تلك المشاريع والرغبات التركية قد تصطدم بمعوقات حقيقية على أرض الواقع تتمثل في :

1- احتمالية رفض طالبان للدور التركي

. قد ترفض حركة طالبان أن تلعب تركيا أي دور في الشأن الأفغاني رغم تعويل تركيا على الدور الباكستاني – الذي يمتلك علاقات جيدة بحركة طالبان – للضغط على الحركة للقبول بدور تركي في أفغانستان، لكن ذلك الطلب قد يقابل بالرفض من قبل طالبان خاصة أنها في قمة نشوتها وشعورها بالنصر ولسان حالها يقول ” أن كنا هزمنا الأسياد فلم نطيع اتباعهم”.

2– الرفض الروسي للدور التركي

. ترفض روسيا تمام وجود اي قوة إقليمية على حدودها او بناء اي تحالفات على حدودها، فأي نفوذ تركي في منطقة جيوسياسية حساسة، تمتد من أفغانستان إلى أوكرانيا، مروراً بأذربيجان، بالنسبة لموسكو مرفوض، ففي هذه المنطقة نشهد ما يشبه احتكاكاً روسيا-تركيا قد تعجز القواعد السابقة بين البلدين عن ضبط آليات تنسيقه، خاصة بعد إعلان موسكو رفضها إقامة تركيا قاعدة عسكرية في أذربيجان.

3 – رفض المعارضة التركية

. أعلن الكثير من أطياف المعارضة التركية رفضهم للتدخل التركي في القضايا الإقليمية، إذ يعتبرون ذلك توريطا لبلدهم في صراعات هم في غنى عنها، مما قد يصعّب على الحكومة التركية الإستمرار في تدخلاتها الإقليمية ، خاصة وانها ترزح تحت ضغط اقتصادي وسياسي كبير في الداخل التركي.

.كانت هذه بعض الإضاءات على الدور التركي المرتقب في افغانستان وانعكاساته ومألاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.