الأدوية في سوريا بين التهريب والغش والغلاء

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

أصبحت الحياة في سوريا لاتطاق 

فقد فقدت كثيرا من الأدوية تماما من الصيدليات فضلا عن الأسعار الخيالية، فبالأمس هناك صيدلي وعدني بتأمين الدواء المطلوب ولكن عن طريق التهريب، العديد من الأصناف أصبحت تباع بشكل غير نظامي، ويتم إدخالها مهرّبة وبأسعار تزيد عن أسعارها الرسمية.

فقد انتشرت مؤخرا ظاهرة تهريب العديد من أصناف الأدوية، منها الأدوية النفسية ومسكنات الأورام الخبيثة، إضافة إلى أصناف استهلاكية توقفت المعامل المحلية عن إنتاجها لأسباب عديدة، أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج.

من جانبها أفادت الصحيف المحلية، بأن مفارز الجمارك التابعة للنظام  السوري، نفّذت جولات على صيدليات في العاصمة دمشق لمصادرة الأدوية المهربة، حيث انتشرت ظاهرة بيع الأدوية في الصيدليات، إلا أن نقابة الصيادلة تدخّلت لوقف دخول دوريات الجمارك إلى الصيدليات.

وأكد العديد من الصيادلة أن حجم الأدوية في معظم الصيدليات لا يتجاوز 10 بالمئة، وسبب وجودها هو طلب الأطباء هذه الأنواع من الأدوية.

وبحسب ما نقلت الصحيفة المحلية عن الصيادلة، فإن: مطالبة الجمارك للصيدلي في البيان الجمركي غير منطقية لأن هذه البيانات يحتفظ بها المستورد، وتطلب منه عند إدخال البضائع وليس من الصيدلاني، وهو ما يستدعي التركيز على مدخلي الأدوية المهرّبة للسوق المحلية ومتابعة مستودعاتهم وعدم التركيز على النافذة الأخيرة في مبيع الأدوية، خاصة أن دخول الجمارك للصيدلية يثير استغراب المواطنين كما يثير الشائعات والشبهات حول الصيدلية، وهو ما يتسبب بضرر مباشر للصيدلية

فالتقرير أشار نقلا عن مصادر في الجمارك، أن الفترة الماضية، شهد ضبط كبيرة لتخزين الأدوية قبل ترحيلها وبيعها في السوق المحلية ومنها مستودعات بريف دمشق، حيث تبيّن أن الأدوية في المستودع من دون بيانات جمركية أو بيانات قديمة تعود لسنوات، وتم استغلالها لإدخال كميات إضافية من الأدوية.

ويتخوف الأهالي من ارتفاع محتمل لمعظم أصناف الأدوية خلال الفترة القادمة، لا سيما مع توقّف المعامل عن إنتاج العديد من الأصناف، تزامنا مع انتشار الأدوية المهرّبة.

الصيادلة تطلب أسعار مضاعفة لبعض الأصناف وحليب الأطفال تقول مها السيد، في معرض حديثها عن معاناتها في إيجاد بعض مضادات الالتهابات وحليب الأطفال من الصيدليات، إذ تعاني الأسواق من فقدان شديد لحليب الأطفال خلال الفترة الماضية

وتقول سيد :حتى حليب الأطفال فُقد من الصيدليات، آخر ثلاث علب اشتريتها كانت بسعر 22 ألف ليرة سورية للعلبة الواحدة، قبل نحو 10 أيام، في حين أن الأسعار كانت لا تتجاوز 17 ألف قبل شهر فقط“.

كذلك تشير إلى أنها وجدت صعوبة قبل أسبوع في الحصول على بعض المضادات الحيوية، إلى أن أخيرا اشترته من صيدلية، حيث قال لها إن الدواء مهرّب لذلك عليه زيادة في سعره بنسبة 20 بالمئة.

وتعبّر عن مخاوفها من احتمالية رفع أسعار حليب الأطفال وبعض أصناف الأدوية خلال الفترة القادمة، وتقول: تعودنا على أن أي مادة يتم فقدانها في الأسواق، فهي مقدمة لتوفيرها لاحقا لكن بأسعار مختلفة، أسعار الأدوية ارتفعت أكثر من أربع مرات منذ بداية العام الجاري.

وكانت نقابة الصيادلة في طرطوس، أكدت قبل أيام، أن منتجات نستله، مقطوعة حاليا، في الصيدليات وهي حليب “نان، وكيكوز، ونيدو“، لكن هذا لا يعني أن جميع أنواع حليب الأطفال مقطوعة، إذ ثمة بدائل كثيرة أخرى عربية وأوروبية.

وبحسب ما أوضح أحد الصيادلة فإن فقدان هذه المنتجات جاء نتيجة ارتفاع سعر الدولار، وبالتالي ارتفاع تكاليف هذه المنتجات، ما جعل معظم الصيادلة يعزفون عن شراءه وبيعه بالأسعار الواردة في النشرات الرسمية، التي لا تتناسب مع الأسعار الحقيقية.

وأصبح تأمين الدواء بالنسبة للمرضى في سوريا، هاجسا يهدد حياة أصحاب الأمراض المزمنة والنفسية، وذلك بين فقدان العديد من أصناف الأدوية، وبين ارتفاع أسعارها، الأمر الذي يعرّض المرضى للابتزاز من أجل الحصول على دواء قد ينقذ حياتهم.

وسبب تضرر واردات الأدوية يعود بحسب الصيادلة، للتخفيضات الكبيرة في ميزانية الصحة النظام منذ عام 2011. بالإضافة إلى انخفاض قيمة الليرة السورية، مما جعل بعض الأدوية باهظة الثمن. وما يعقّد الوضع، أن سوريا لا تملك المال لاستيراد الأدوية. كما أن وكالات الأمم المتحدة تكافح للحصول على مساعدات بنحو 1.4 مليار دولار للحصول على الأدوية والمعدات الطبية.

وهذا كله يثقل كاهل أبناء البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.