ومضات من مدينة الرشيد ( الرقة)،،

في غمار عملية تحريرهم من هيمنة الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم تنظيم الدولة الإسلامية ( د ا ع ش) كانت الخسائر كبيرة جداً في البنى التحتية والسكنية التي خلفها القصف العنيف لقوات التحالف على المدينة، وتجدر الإشارة إلى أن مدينة الرقة شهدت حركة عمرانية كثيفة وحضارية قبل اندلاع الثورة السورية، وأيضاً أصبحت مركزاً تجارياً مهما بالنسبة للمنطقة الشرقية ومنافسا قويا للعاصمة التجارية حلب،

وقد رصد مراسل وكالة BAZ الإخبارية في مدينة الرقة أو كما تعرف بمدينة الرشيد، جزءًا من الدمار الذي يتحدث عن نفسه، لتصبح مدينة الرقة في كثير من أجزائها واحيائها عن أكوام من الركام تنتظر من يعيد لها رونقها كما كانت، وكأن ويلات الزمان صبت جام غضبها على المدينة وساكنيها، حيث فرضت الحرب على السكان النزوح واللجوء للمخيمات للنجاة بأرواحهم، وهاجر قسم كبير من أبنائها إلى دول المهجر كأوروبا وتركيا وغيرها من الدول، ومن جهة أخرى انخفاض منسوب نهر الفرات إلى مستويات قياسية مما أثر سلباً على الواقع الزراعي فيها،

وحتى التنظيم المتطرف ترك صورا من الإرهاب لم تعد تفارق ذاكرة ووجدان من عايشوها، لدرجة أن الكثير من المرافق سميت بألقاب تدل على الرعب والموت وأشهرها دوار النعيم، الذي أصبح المواطنون يلقبونه بدوار الموت لأنه أصبح مسرح الجرائم البشعة التي كان يمارسها التنظيم الظلامي عندما كان يقطع الرؤوس ويعلقها على سور الدوار ويتركها لتتعفن وتخرج منها رائحة الموت، لترهيب أهلها وتخويفهم وبالفعل لازال الشعب في مدينة الرقة متأثراً بشدة بالقيود التي فرضها التنظيم ولازال نسبة كبيرة من الناس يتخوفون من ظهورهم بشكل مفاجئ وبالتالي سيتعرضون للحساب،

فالطابع الاجتماعي والسكني والاقتصادي في مدينة الرقة لم تصلحه الأيام بالتقادم، غلاء معيشي وغياب للخدمات والشوارع تعج بالحفر والغبار الذي خلفته أنقاض الدمار،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.