في مقالة استثنائية نُشرت على صفحات المجلة، قدّم الدكتور حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، رؤية استراتيجية حول الاتجاهات الأساسية لإعادة إعمار سوريا بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، مؤكدًا أن فرص النهوض متاحة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في حسن الإدارة وتجنب العشوائية في التخطيط.
“📌 في أي بلد في العالم تعرض لما تعرضت له سوريا من تدمير فوضوي وفي كل الاتجاهات؟ لا بد أن يقف الباحث مشدوها ومتأملا، متسائلا: من أين نبدأ؟”، هكذا استهل الشرع مقالته، قبل أن يستعرض سلسلة من المحاور التي يراها مفصلية في انطلاق عملية إعادة الإعمار.
وأشار الدكتور الشرع إلى أهمية تجنب التسرع في مشاريع التنمية غير المتوازنة، داعيًا إلى انتهاج سياسات تنموية شاملة ومدروسة تتناسب مع إمكانيات البلاد الحالية. وشدد على أن الشعب السوري الذي نجح في بلاد اللجوء سيكون أكثر نجاحًا داخل وطنه إذا أتيحت له الفرص المناسبة.
وفي ما يتعلق بالتشغيل، اعتبر الشرع أن توفير فرص العمل هو مفتاح أساسي لتعزيز الانتماء الوطني، موضحًا أن دخل العامل في هذه المرحلة لا يقتصر على سد حاجاته الأساسية فحسب، بل يشكل أيضًا ركيزة للاستقرار الاجتماعي.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد سلّط الضوء على أهمية القطاع الفلاحي الذي يشكل أكثر من 30% من الناتج القومي، وهو قطاع سريع الإنتاج. كما أشار إلى إمكانية رفع إنتاج النفط إلى نحو 200 ألف برميل يوميًا من حقول الحسكة ودير الزور، ما يشكّل رافعة اقتصادية كبيرة.
وذكّر الدكتور الشرع بأن في سوريا 200 سد ركامي يمكن إعادة تطويرها وصيانتها لدعم الأمن المائي والزراعي، إلى جانب الحاجة الملحّة لإعادة بناء شبكة نقل متطورة تشمل السكك الحديدية وربطها بالدول المجاورة وصولاً إلى الخليج العربي، إضافة إلى تطوير الموانئ على البحر المتوسط.
كما دعا إلى إحياء طريق الحرير الذي يربط الشرق بالغرب عبر سوريا، معتبرًا أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد يمكن أن يعود ليكون عنصر قوة اقتصادي كبير.
وفي ختام مقالته، أكد الدكتور حسين الشرع أن سوريا تمتلك كل المقومات للنهضة، مشددًا على أن التنمية الحقيقية تحتاج إلى مناخ من الحرية، وأن السوريين قادرون على الإبداع والتطوير متى ما توافرت البيئة المناسبة