واشنطن تحشد عتادها .. وطبول الحرب تقرع على خط “البوكمال – التنف”

سوريا – فريق التحرير 

كثَّفت الولايات المتحدة الأمريكية, مؤخرا, تحشيداتها العسكرية في الشرق الأوسط, فيما ذهب بعض المحللين إلى الحديث عن معركة مرتقبة بين واشنطن وطهران على الأراضي السورية, وقد تشمل القوات الروسية.

وزادت حدة المؤشرات مع تصاعد التوتر في الأجواء السورية بين واشنطن وموسكو خلال شهري تموز وآب من العام الحالي.

 

الاحتكاكات الجوية المتبادلة بين القوات الأمريكية والروسية رغم اتفاق منع التصادم بينهما, تشي بتزايد احتمالية الصدام بين الجانبين, لاسيما مع تصريحات أمريكية عن “عدائية متزايدة” من الجانب الروسي, وأنها تدرس عدداً من الخيارات العسكرية للتعامل معها، في ظل محاولات روسية إيرانية للضغط عليها لإخراج نحو 900 جندي أميركي من شمال وشرق سوريا.

 

التحشيد الحاصل في سوريا وعموم الشرق الأوسط سبقته “إنذارات” أميركية إلى الدول العربية بالابتعاد عن النظام السوري، كما فعّلت أميركا الجانب العملي لقانون الكبتاغون الذي يُعاقب النظام على التصنيع والاتّجار بالمخدّرات, وتمّ تحويل مشروع قانون من مجلس النواب إلى الكونغرس، وموضوعه معاقبة أيّ حكومات تتعامل مع النظام السوري.

 

نشطاء كانوا قد رصدوا استقدام قوات التحالف تعزيزات عسكرية جديدة، باتجاه قاعدتي “كونيكو” و”العمر” بريف دير الزور، ورتلاً ضم 20 شاحنة نحو ريف الحسكة، بالتزامن مع حديث, غير مؤكد, عن تأهب واستعداد “جيش سوريا الحرة” في منطقة الـ 55 كم في التنف لهجوم محتمل.

 

وبالحديث عن التنف، اشتركت قوات “التحالف الدولي” مع “جيش سوريا الحرة”، منذ فترة ليست ببعيدة, في مناورة عسكرية شملت كامل منطقة الــ “55 كم” عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، بهدف رفع الجاهزية القتالية، تزامنت مع أخرى شاركت فيها قوات سوريا الديمقراطية في قاعدة “حقل العمر النفطي” شرقي دير الزور وقاعدة “حقول نفط الجبسة” في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.

 

هذا التحشيد قرأه البعض على أنه ترجمة لمشروع أمريكي يهدف لخلق حزام متصل من شمال وشرق سوريا إلى منطقة التنف؛ لقصم ظهر طريق الإمدادات التي تتبعه ميليشيات إيران عبر امتداد (طهران – بغداد – دمشق – بيروت) لإيصال العتاد إلى قواتها وأتباعها في سوريا ولبنان.

 

من جانب آخر قام النظام السوري والميليشيات الإيرانية بتحشيد عسكري وتمركز في العديد من المواقع في كل من دير الزور والبوكمال والشريط النهري بينهما, بالتزامن مع مناورات عسكرية لجيش النظام والطيران الروسي في البادية.

 

خارجيا؛ وقبل أسبوعين من الآن, كشفت الصحافة الروسية عن وجود مخاوف لدى روسيا من لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى”الخطة ب” في سوريا.

حيث نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية، تقريراً تحدثت فيه عن التعزيزات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى سوريا مؤخراً.

 

ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في “معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، قوله: إن “الولايات المتحدة تلعب دائماً على طاولات متعددة”, وأضاف، “التوجه الرئيسي الآن هو ضربة لروسيا على الجبهة بأيدي الأوكرانيين”, كما أشار أنه في حال لم يؤتِ “الهجوم المضادّ” ثماره، فإن الولايات المتحدة ستسحب “الخطة ب” من درج الطاولة، وهي تتعلق بمواجهة روسيا في سوريا.

 

في النتيجة وحسب مراقبين، فإن استمرار الحشود العسكرية على ضفتي نهر الفرات، يؤكد احتمالية الصدام العسكري بين الأطراف, لتبقى الأيام القادمة الفاصل ما بين استمرار المواجهة الباردة أم الانتقال إلى التسخين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.