قالت صحيفة واشنطن بوست إن أكراد سوريا، ومع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان الذي عجل بانهيار حكومتها بشكل فوضوي؛ يراقبون هذا الانسحاب بحذر ويأملون أن يكون مصير منطقتهم مختلفا.
وبحسب تقرير الصحيفة: “لا تزال الذكريات المريرة لبدايات الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا قبل ثلاثة أعوام عالقة في أذهان قسد ذات الغالبية الكردية، عندما أذهل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جنرالاته بإعلانه سحب ألفي جندي أميركي ممن كانوا يقدمون دعما لـ قسد في محاربة تنظيم داعش، إلا أن ما حدث حينذاك أن ترامب تخلى عن فكرة سحب كامل جنوده، واكتفى بتخفيض العدد لأقل من النصف في العام التالي، الأمر الذي فتح الطريق أمام عدوة قسد، تركيا، لشن حملتها العسكرية في شمال شرقي سوريا”.
وأشارت إلى أن خطوة ترامب أثارت الكثير من الانتقادات التي وصفت بأنها خيانة للأكراد الذين خسروا آلاف المقاتلين في مقارعة تنظيم “داعش”. وعلق قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، الحليف الأقوى لواشنطن في سوريا في مقابلة نادرة: “إن أثر ذلك سيدوم للأبد”.
وتشير الصحيفة إلى إدارة بايدن، سعت خلال الأشهر الماضية لطمأنة “عبدي” وغيره من المسؤولين في “قسد”، وذلك عبر إرسال قائد القيادة الأميركية الوسطى، كينيث ماكينزي، إضافة إلى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة، جوي هوود، لإجراء محادثات مع قادة “قسد”.
ونوهت إلى أن الإدارة الأميركية الحالية أكدت على أن شراكتها مع “قسد” ستبقى متينة وقوية، مشيرة إلى أن قواتها لن تغادر سوريا، في أي وقت من الأوقات، بحسب مسؤولين أميركيين وقادة من “قسد”.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات “عبدي” الذي قال: “في حال التزم الأميركيون بوعودهم، إننا نشعر اليوم بأن لدينا دعماً سياسياً وعسكرياً أقوى مما كان لدينا أيام الإدارة الأميركية السابقة، مضيفاً أن زيارات المسؤولين الأميركيين للمنطقة بعد قرار الانسحاب، حملت رسالة مفادها بأن لا نية لواشنطن في تغيير سياستها في سوريا”، بحسب ما ترجم موقع “تلفزيون سوريا”.
وترى الصحيفة أن الوجود الأميركي في سوريا يعد محورا لتوازن القوى المتدخلة والمتداخلة في سوريا في النزاع السوري، حيث يقول قسم من المسؤولين الأميركيين إن كل منطقة تنسحب منها واشنطن تخلف ثغرة تسمح لقوات النظام أو لقوات موسكو أو أنقرة بالتقدم، فيما يؤكد قسم آخر على أن انتشار القوات الأميركية يمنع القوات الإيرانية من إقامة جسر بري يسمح لهم بتمرير الأسلحة لحزب الله، حليفهم في لبنان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، بأن سياسة واشنطن تحاول الإبقاء على حالة من التوازن.
وتعتقد معدة التقرير أن القوات الأميركية على ما يبدو سوف تبقى إلى أجل غير مسمى في شمال شرقي سوريا، في ظل تأكيد القوات الكردية على أن أي حل للنزاع في سوريا يجب أن يشمل تسوية سياسية تعترف بحقوق الغالبية الكردية في هذه المنطقة.
المصدر الحدث السوري