هل ستعيد الأنظمة العربية النظام السوري إلى الجامعة العربية 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

رغم أن كارثة الزلزال لم تكسر جليد علاقات دول مهمة في العالم والاقليم مع سوريا إلا أن الزلزال أكد حقيقة مهمة وهي أن المقاطعة للنظام السوري لم تعد عملا واقعيا.

من يرفضون أي علاقة مع نظام بشار الأسد لأنه حليف لإيران، ولأن إيران تملك زمام كثير من الأمور في سوريا أو لأنه نظام تعامل بقسوة مع القوى التي خرجت عليه، كلا الطرفين ليس أمامهما أفق لتغيير حقائق الوضع في سوريا.

محاولات عربية عدّة شهدتها المرحلة القصيرة الفائتة لإعادة العلاقات مع النظام السوري ، وهذه المحاولات لا شك أنها لم تأت في لحظة آنية وعلى إثر وقوع كارثة الزلزال، وإنما يبدو من الواضح أن هذه الدول كانت لديها نوايا وخطط تمهّد لهذه العودة، والزلزال سرّع من هذه الخطوة، ولعل أبرز هذه الدول هي مصر والسعودية، حيث زيارة وزير الخارجية المصري لدمشق، إلى جانب تصريحات وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، بشأن موقف بلاده من سوريا، وهو ما وصفه مراقبون خطوة باتجاه إعادة النظر في علاقات الرياض مع دمشق.

كذلك، قبل يومين قال فرحان إن زيادة التواصل مع سوريا قد تمهّد الطريق لعودتها إلى “جامعة الدول العربية” بعد عزلة تجاوزت 10 سنوات، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة، ما يدل على وجود عراقيل أمام عودة سريعة للنظام السوري للجامعة. وبالتالي هذا يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول أبعاد التصريحات السعودية الجديدة، وإذا ما يمكن اعتبار ترجيح وزير الخارجية السعودي بعودة أو احتمالية عودة دمشق إلى “الجامعة العربية” بمثابة دعوة غير مباشرة للنظام السوري لمراجعة سياساته الإقليمية وموقفه من الأزمة السورية، فضلا عن إيجاد مقاربة عربية للحل السوري من خلال الحاضنة العربية.

إلى جانب الدلالات السياسية للتوقيت الذي أعلن فيه وزير الخارجية السعودي لهذا التصريح والذي يأتي في أعقاب الزيارة المصرية لسوريا وتركيا، وإذا ما يمكن أن نجد استجابة من بشار الأسد، تجاه الدعوات السياسية العربية باستعادته إلى محيطه الحيوي والإقليمي أو كيف سيكون موقفه.

السعودية التي كانت تتخذ موقفا متشددا من النظام السوري منذ عام 2011، وقد دعمت المعارضة السورية لفترة ما، إلى جانب أنها كانت ترفض عودة النظام بشدة إلى محيطها العربي، إلا أنها بدأت مؤخرا تخفّف من لهجتها بشكل كبير في هذا الجانب، إذ لم يستبعد وزير الخارجية السعودي، بن فرحان، يوم الثلاثاء الماضي عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد عزلة تجاوزت 10 سنوات.

لكن في الوقت ذاته أكد الوزير السعودي بأنه من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة ما يشير إلى وجود عقبات أمام إعادة العلاقات مع دمشق لا سيما وأن ثمة أطراف عربية لا زالت رافضة لهذا الأمر وعلى رأسها دولة قطر، إذ جددت موقفها الرافض من كل ذلك قبل أيام.

هذا وجدد الوزير السعودي التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يُجدي نفعا وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك. وقال للصحفيين في لندن “الحوار من أجل معالجة هذه المخاوف ضروري. وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك. لكن في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر”، وفق وكالة رويترز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.