السويداء – مروان مجيد الشيخ عيسى
هو مرعي رويشد الرمثان الملقب بـ”أبو حمزة”، وهو من الشخصيات الغامضة كمصيره، والزعيم الفعلي لعشيرته، وقائد المليشيا الأقوى في بادية السويداء، والمسؤول عن إحدى أبرز شبكات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن الذي يعتبره المطلوب الأول له في سوريا، بحسب وسائل إعلام أردنية.
ولا تتوفر إلّا صور نادرة للرمثان، فهو حريص على عدم انتشار صوره، إذ شهدت حياته تحولاً دراماتيكياً من راعي ماشية في عام 2006، إلى أحد أهم تجّار المخدرات، والأثرياء، جنوبي سوريا.
وينحدر الرمثان، البالغ من العمر نحو 47 عاماً، من قرية الشعاب، الواقعة في بادية السويداء، على بعد نحو 20 كم شمال الحدود السورية الأردنية، والشعاب قرية صغيرة، يقطنها نحو 3 آلاف نسمة، أغلبهم ينتمون لعشيرة الرمثان، التي ينتشر أفرادها على جانبي الحدود في سوريا والأردن.
ويشكّل الرمثان مع العشرات من أفراد عشيرته، ميليشيا مسلحة، بعتاد فردي ومتوسط، تنفذ مهاماً أمنية في البادية لصالح المخابرات العسكرية، وتتولى عملية تهريب المخدرات ضمن منطقة نفوذها.
وكانت صفحات الجنوب السوري قد وثقت مقتل أربعة من أفراد عشيرته، في نيسان الماضي، برصاص حرس الحدود الأردني، في أثناء محاولتهم تهريب المخدرات، وكان من بين القتلى طفل دون سن الرابعة عشرة.
اللافت أن اسم مرعي الرمثان، ظهر منذ سنة في تقرير على تلفزيون النظام السوري الرسمي، يشير إلى تورطه في عمليات تهريب المخدرات. ومن المعروف عن تلفزيون النظام، تلقّيه تعليمات أمنية في هذا النوع من الملفات، ما يدفع للتساؤل هنا، هل احترقت ورقة الرمثان؟ أم أنها صفقة لابتزازه واقتسام ثروته؟
إذ يمتلك مرعي الرمثان ثروة كبيرة، منها عقارات ومطاعم في دمشق، والمئات من رؤوس المواشي والإبل، وسيارات عديدة، إحداها مصفحة ضد الرصاص، اشتراها من حزب الله اللبناني، ولا يستقر في مكان واحد، فهو يتنقل دائماً بين السويداء ودمشق ولبنان.
الموقع الجغرافي لقريته على مشارف الحدود الأردنية، وشبكة العلاقات التي تربطه مع شخصيات أمنية رفيعة المستوى في شعبة المخابرات العسكرية، فضلاً عن الشراكة التي تجمعه مع تاجر المخدرات اللبناني الشهير، نوح زعيتر، وشخصيات من حزب الله، كلها عوامل جعلت الرمثان أحد أبرز متزعمي شبكات تهريب المخدرات بين سوريا والأردن.
ويبقى من المهم الإشارة إلى أن اسم مرعي الرمثان، أكبر من حجمه ودوره في ملف تهريب المخدرات، الذي تديره شبكات منظّمة من أمراء الحرب والسلطة في سوريا ولبنان، كالفرقة الرابعة ، وحزب الله، وليس للرمثان في هذا الملف، إلّا مهمة محددة: نقل المخدرات من سوريا إلى الأردن ضمن منطقة نفوذه الجغرافية.
وعلى غرار مرعي، توجد شخصيات عديدة في الجنوب السوري، مثل حسين المبروك، ومهيد الغياث، وعايد الشويعر، وغيرهم من زعماء شبكات التهريب. وبعد الإعلان عن مقتله انتهى دور مرعي، فمقتله إن حصل، لا يعدّ تغييراً في قواعد اللعبة، فالمخدرات لا تزال تتدفق من سوريا إلى الأردن بكميات كبيرة، وفق الرواية الرسمية الأردنية.