من قصص نجاح السوريات في بلاد المهجر

الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى 

قد يخطئ الكثير و يعتقد ان النجاح مرتبط بتوفر الموارد ، في الحقيقة النجاح لا يحتاج الى أسباب مادية بقدر احتياجه لتوفر بعض الأسباب النفسية ، فالنجاح يحتاج إلى أن يكون المرء واثقا في قدرته على تحقيق النجاح ، ويحتاج النجاح إلى عزيمة و إصرار ، الأهم هو أن تدرك أن طريقك إلى تحقيق النجاح قد يقودك إلى الفشل في البداية ، ولكن إياك أن تستسلم لأن الاستسلام هو الفشل الحقيقي ، النجاح ليس حكرا على الرجال فقط ، بل هناك الكثير من النساء حول العالم ساهمن في الكثير من الأمور التي تمس المجتمع فأصبحن من أنجح النساء في الحياة ، ومن القصص الواقعية المميزة التي هي من أجمل قصص نجاح والتي هي ليست ملهمة لنساء سوريا فقط بل وملهمة لنساء عربيات اللائي حققن ما عجز عنه الكثير من الرجال .

الكثير منا قد لا يعرف الآنسة جمال عبدالعزيز وما قامت به ، في الواقع هي بنت شابة طموحة عاشت حياتها كما تعيش أي فتاة من مجتمعنا السوري الذي عانى ماعاناه خلال أكثر من عشر سنوات ، ولدت الآنسة جمال أحمدعبدالعزيز في ريف الحسكة ، وعاشت في كنف عائلة كريمة ،فأبوها ضحى وقدم المستحيل من أجل أولاده وبناته وأمها ربة منزل ،أرضعت أبناءها على حب العلم وحب الناس ،وغرست فيهم روح الإصرار للوصول إلى النجاح .

أكملت جمال تعليمها الثانوي في الحسكة ودرس في كلية العلوم بالحسكة، وكانت من المتفوقات فالحصول على تمام النجاح يحتاج إلى اللبنة الأولى في أساس النجاح .

وبعدما حصل بالبلد ماحصل بعد عام 2011 غادرت مع أهلها إلى تركيا وهناك بدأت العائلة برحلة البحث عن عمل ،في وسط الضجيج ،ووسط سوداوية مستقبل الشعب السوري هناك ،بقيت جمال تبحث عن ضالتها بين ذلك الصخب بإصرارها وبريق عينيها الذي يتطلع نحو النجوم ،عملت العائلة في إحدى المزارع ونجح عملها نجاحا كبيرا لكن تطلعات جمال كانت أكبر من كل ذلك النجاح ،فبدأت بمشروعها الأول وهو فتح مطعم صغير مع إخوتها وحقق نجاحا ورزقت منه ماشاء الله من رزق،جعلها تستأجر سفينة ،لتبحر من خلالها في بحار النجاح ،مما فتح أمامها آفاق كبيرة ،فتحت بعدها مكتبا مناسبا للسياحة في وسط حيتان الشركات في مدينة النوارس والشواطئ الزرقاء اسطنبول ،توسع المكتب ليتحول اليوم إلى شركة سياحية تنافس الشركات التركية الكبرى.

حققت شركة الجمال السياحية اليوم أفضل النجاحات ،ليتم اختيارها أفضل شركة سياحية في تركيا ،متميزة عن غيرها بحسن الأداء والمعاملة ودقة المواعيد وصدقها .

نجحت الشابة السورية جمال لتميزها بشغفها الدائم بالتعلم، وبحثها الحثيث عن كل معلومة أو نصيحة قد تساعدها على اتخاذ القرارات السديدة وإدارة الشركة الناشئة بأفضل ما يمكن، فهي من  الرياديين والمؤسسين العصاميين البارعين لتصبح من أصحاب الشركات التي بدأت من الصفر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.