من قصص شعراء الجاهلية من عبد أسود ابن أمه ، إلى بطل شجاع ومغوار عنترة أبن شداد

الشعر الجاهلي من أرفع الآداب في ذلك العصر، ولا يزال أرفعه في نظر الكثير من المنتقدين إلى يومنا هذا، فقد كان الشعر عند العرب لغة يترجمون بها عواطفهم وأحاسيسهم، بإظهار الجمال فيها بصورة تبعث في النفس الإعجاب والارتياح.
والجدير بالذكر أنَّ بداية الشعر العربي كان أقدم مما وصل إلينا من أشعار، وهذا إشارة إلى انقراض جزء كبير منه، فالمحاولات الشعرية الأولى لم يتبق منها إلا مقطوعات ليست بالشيء الكبير إلى جانب ما ضاع منها،
كانت خالية من القيود، ومتحررة من أساليب التعبير والتصوير، ثم تطورت مع الإنسان
فتنوعت بعد ذلك الأوزان الشعرية في القصائد،
التي تمثلت في البداية في السجع،
حتى تحققت الأوزان وتنوعت في القطع الشعرية إلى أن صارت قصائد.
أشهر شعراء العصر الجاهلي
كان انتماء الشاعر لأرضه وقومه باعتبارهم الملاذ الأول والأخير، جعله يتعصب لقبيلته وقومه عند نشوب الحروب فيما بينهم، فكان لا بد من الدخول في سباق التنافس بين الأفراد والقبائل في ميادين الفصاحة والبيان، مما أدى إلى كثرة الشعراء،
عنترة بن شداد كان والد عنترة من أشراف قومه قبيلة عبس، وكانت أمه أَمة حبشية أخذ منها سواد لونه؛ ولذلك كان يعتبر من أغربة العرب، وكان عنترة عبداً؛ لأنّ العرب في ذلك الوقت كانت لا تعترف بأبناء الإماء في النسب إلا إذا أظهر هؤلاء الأبناء تميزاً في الشجاعة والبطولة والشاعرية، وهذا كان حال عنترة مع أبيه الذي لم يلحقه بنسبه،
حين قال له عمرو بن شداد يا عنترة” كر فأن حر”،
بعد مشاركته في حروب قومه وما أظهره في تلك الحروب من شجاعة وبطولة، وكان لهذا الأمر بالغ الأثر في نفسه ويذكره دوماً في أشعاره.
ترك عنترة ديوانا من الشعر بفنون عدّة كان معظمها في الفخر والغزل العذري والحماسة، وكان أبرز ما فيه معلقته التي اشتهر بها، وامتازت أشعاره بالأسلوب العذب والألفاظ السهلة والمعاني الرقيقة.
المعلقات هي عبارة عن قصائد ظهرت في العصر الجاهلي، وكان عددها سبعاً، وقد تميزت بالجودة، وعمق المعاني، وسعة الخيال والبراعة في الأسلوب، وكانت تسمى أيضاً بالمذهبيات لأنها كانت تكتب بماء الذهب، وقد ورد عن الباحثين روايات متباينة بسبب تسميتها بهذا الاسم إلا أنّ أغلب هذه الروايات اتفقت على أنّ السبب يعود إلى تعليقها على أستار الكعبة المشرفة.
من أشهر قصائده :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل  

 وبيض الهند تقطر من دمي

فودتت تقبيل السيوف لأنها   

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

أي أنه تذكرها في المعركة والرماح منتشرة في كل مكان والسيوف تصيبه ويتقطر دمه عليها …ولمعان السيوف ذكره بابتسامتها المشرقة
إعداد : ابراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.