من عادات العرب قديما ومن اخلاقهم الحسنة “الكرم ” تعرف على حاتم الطائي ،

الصدق والمراد به صدق الحديث وهو خلق كريم عُرف به العرب في الجاهلية قبل الإسلام فزاده الإسلام تقريراً وتمتيناً.
 قِرى الضيف وهو إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه ، ويحمد له ويثنى به .الوفاء بالعهود وعدم نكثها ومهما كلفت من ثمن، احترام الجوار وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال،
والكرم عرف عند العرب ولخص بأسم حاتم الطائي أكرم العرب،
حاتم الطائي هو من شعراء العرب الجاهليين، والذي عُرف بفطرته السليمة الخيّرة التي تتصف بالفضائل الحميدة، وهذا ما جعله موضع احترام الناس ومحبتهم في العصر الجاهلي،

ورث حاتم الطائي العزّة والإباء والشهامة من أبيه الذي عُرف بنسبه وأصله الرفيع الذي كان موصولاً بيعرب بن قحطان، أمّا أخواله فقد ورث عنهم حبّ العطاء والسخاء، فهو كان ينحر كل يوم في شهر رجب الذي كان العرب في الجاهلية يعظّمونه عشراً من الإبل ليطعم الناس التي تأتي إليه، وكان منهم الشاعران الحطيئة وبشر بن أبي حازم، وقد أكدت روايات المؤرخين وأخبار العرب الأثر الكبير لأخواله وأمه في طبعه وأخلاقه، فسيرة أمّ حاتم في الكرم والسخاء تشبه إلى حدٍ كبير سيرة ولدها وسيرة ابنته سفّانة، فعُرف عنها أنها كانت معروفة بالغنى ويسر الحال، واشتهرت بين الناس بسخائها وكرمها بكل ما تملك، وأنّها كانت لا ترد محتاجاً، ويُقال إنّ إخوتها عندما وجدوها على هذا الحال خافوا على ضياع ثروتها بسبب إسرافها، فحجزوا على ثروتها وحبسوها في بيتها لعلّها تتوقف عن هذا التبذير، وبعد أن مضت فترة من الزمن وظنوا أنّها تركت ذلك الخلق أعطوها قطيعاً من الإبل، فما إن قدمت إليها امرأة من هوازن كانت تأتي إليها كل عامٍ تطلب حاجةً حتى غلب عليها طبعها السخيّ وإحساسها بالجوع الذي عاشته عندما تمّ حبسها ومنع عنها مالها فجادت عليها بما أخذته من إبل. كان حاتم ظاهرةً في الكرم العربي الأصيل ورمزاً للعطاء والسخاء، وكان المثل الأعلى لمكارم الأخلاق، لهذا استحق من المؤرخين وكتّاب التاريخ والدارسين أن تبقى سيرته وأشعاره دائمة الذكر على ألسنة الأجيال وممتدة عبر الأزمان؛ فهو لم يكن كريماً وجواداً في ماله فحسب وإنما جسّد كرمه في أخلاقه وسلوكه، فكان عفيفاً طاهراً دائم الدعوة إلى فضائل الأخلاق التي اتصف بها، ومنها: المروءة والشهامة ونجدة الملهوف، وكان محافظاً على حسن الجوار مع جيرانه، ومحافظاً أيضاً على حرمة المرأة وكرامتها؛ فلا يطرق بابها ليلاً ولا يتسلل إلى مخدعها سراً، فكان كرمه بعيداً عن رذائل الأمور وفواحش التبذير، فالمال عنده له طرق يصرف به، وكان يجد في أفعاله الكريمة هذه عزاءه وراحته بعد موته وذلك من خلال الذكّر الحسن بين الناس، ومما قاله مخاطباً زوجته ماوية في هذا الشأن: أماويَّ ما يُغْني الثَراءُ عن الفَتَى إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصّدْرُ إذا أنا دلّاني، الذين أحبُّهم بملحودةٍ زلجٍ جوانبها غُبْرُ وراحوا سراعاً ينفصون أكُفَّهم يَقولونَ: قد دمّى أناملَنا الحَفْرُ ورد عن زوجة حاتم ماوية قصصاً عديدة بشأن كرم زوجها، ومن هذه القصص ما ذكرته عندما طُلب منها مرةً الحديث عنه، فأجابت: إنّ كل أمره كان عجباً! وروت كيف أنّهم مروا في سنة من السنين بقحطٍ وجوع ولم يجد الناس ما يأكلونه حيث جفّت المراضع على اولادها، وأصبحت الإبل هزيلة وضعيفة من الجوع، وفي ليلة باردة كثر بكاء الصبية من الجوع، ولم يجد حاتم وزوجته القليل من الطعام لإسكات جوعهم، وبعد ذلك افترشوا قطيفة شامية للنوم وبعد مرور بعض الوقت من الليل إذا بجارتهم تصيح بأعلى صوتها، وتستنجد بحاتمٍ لإطعام أطفالها الذين يبكون من شدّة الجوع، فطلب منها حاتم أن تحضرهم إليه، وعند ذلك قامت النوار من فراشها تلومه وتذكّره ببكاء أطفاله بسبب الجوع الشديد فما وجد شيئاً عنده ليطعمهم فكيف طلب من جارتهم إحضار أطفالها؛ وهو لا يملك شيئاً لإطعامهم، فما كان منه إلا أن طلب منها السكوت ووعدها بإطعامها وإطعام صغاره، وبعد ذلك جاءت المرأة ومعها أطفالها فقام حاتم الطائي إلى فرسه فذبحها ثمّ أشعل النار، وأعدّ الطعام، والتفت إلى المرأة وأعطاها ما تحتاجه من طعام لها ولصغارها، وأطعم أهل بيته ثم أخذ ينادي على من حوله من الناس من أجل إطعامهم فالتفوا حوله، وقام بإطعامهم ثمّ اضطجع وأخذ ينظر إليهم دون أن يتذوق شيئاً من ذبيحته.
فكان حاتم صاحب كرم وجود حتى النبي عليه الصلاة والسلام قال أكرم سفانة بنت حاتم الطارئي وأجلسها على بردته وقال أكرموها فأن أباها يحب مكارم الأخلاق

إعداد : ابراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.