من الزي المتوارث في شرق سورية . العقال والعبائة الديرية


العقال هو قطعة من الزي العربي التي يرتديها الرجال في الجزيرة العربية، الساحل الشرقي للخليج العربي، الأحواز والعراق و بلاد الشام ومصر وهو جزء من اللباس الشعبي للرجل،في سورية يلبس العقال في المناطق الشرقية وأرياف المحافظات السورية حيث أرتبط العقال بشرف الرجل وهيبته فالرجل لايلبس عقاله ألا أذا كان أمر يمكن أن ينقص كرامته وشرفه فلا يلبس العقال حتى يغسل عاره. كما أن رميه على شخص ما يعني أن هذا الرجل يتوسل بأغلى مالديه كما أن أهل المتوفيعادة لايلبسون العقال تعبيراً عن الحزن. ويلبس العقال فوق الشماغ أو الغترة. لا يوجد اتفاق علمي على تاريخ نشوء العقال بصورته الحالية، .يَصعب تحديد منشأ العقال بصورته الحالية، وتدل أغلب الرسوم والمنحوتات والمنمنات التاريخية على أن العرب يرتدون أنواعاً من العمائم، وهو ما زال موجوداً كلباس تاريخي في مصر والسودان والصحراء الكبرى، وفي بعض مناطق الجزيرة العربية كالسعودية وعُمان والإمارات. بنفس الوقت، غياب العقال من الرسومات لا يعني بأنه لم يكن موجوداً.أقدم إشارات لارتداء العقال تظهر بأنها من شمال الجزيرة العربية في أوائل القرن الثامن عشر (1700 م /1100 هـ). ويبدو بأن ارتداء العقال والغترة/الشماغ انتشر من وسط وشمال الجزيرة العربية إلى بقية العرب في آسيا. بمعنى آخر، يقول الباحثان بروس إنغم ونانسي لندسفارن-ترابر بأن العقال كان يتميز به العرب ذوي الثقافة البدوية في داخل الجزيرة العربية (من وسطها إلى شمالها)، بينما امتاز العرب الحضر في أفريقيا والحجاز واليمن والشام والخليج بضفتيه الشرقية والغربية بالعمامة. يربط بعض الكتاب بين عقال الرأس وعقال الناقة إلا أن ذلك ربط لا تصحبه أدلة تاريخية.
أما في غابر التاريخ، فيظهر بأن فكرةَ استخدام نسيجٍ ما لعصب رداء الرأس فكرة بالغة في القدم. إذ عُثر على أقدم منحوتة تُظهر رجلاً يرتدي ما يشبه الثوب وعقالاً على الرأس في منطقة ‘قلبان بني مرة’ في جنوب الأردن بسنة 2012 خلال بعثة أثرية في المنطقة من جامعة مؤتة، ولربما يُرجع هذا التمثال تاريخ ارتداء الثوب والعقال إلى ما بين 3000-4000 سنة ق.م (6000 سنة قبل الوقت الحاضر)، ويجعل من الجزيرة العربية الأصل لهذا الطراز من اللباس. وفي بقية الحضارات التاريخية في بلاد ما بين النهرين، وبفترات زمنية أحدث، تُظهر التماثيل والمسكوكات المكتشفة ارتداء ما يشبه العقال في تلك الحضارات كحضارة بابل وحضارة عيلام في منطقة الأحواز. أما في العصور العربية/الإسلامية الأولى، ترد تسمية عِصَابة بمعنى (العِمامة وكلُّ ما يُعصَب به الرأس.
الشعراء والعقال.
ارد انشد العقال واهل العدالة
لو نشف ملح الزاد شنحط بدالة

احچي ابحچي العقال گالوا تباها

خاف اترك المعروف اندم وراها

    عقالي عقال الكرم والجود

عقال الشهامه والمرواتي

عقال فخر العرب والعالم المشهود

على راس العر ب تاج الكراماتي

نصون العقال بفعلنا الوافي المحمود

على راس امجاد الكرامه وبطولاتي

ولي من ينتخي بعقالي يبشر بزود

اجيب له لو راد مالن وخيراتي

ولوكان خايف وهارب ومضهود

احميه انا بعزم الشهامه ورجولاتي

او حرمتن جتني باكيه وادموعها بزود

والله انا لافني لاجلها كل حين وحياتي

نحن نذري الخايف ونهزم المحقود

وانرد له الصاع صاعن وصاعاتي

ورجلن بدون عقال ماهو بمحمود

مثل الصليبي صار من دون عاداتي

العن ابو الصلبان خنازير اليهود

اهل الطغا ذباحين المسلمين وطغاتي

عقالي عقال المفخره والجود

ولي من انتخى بعقالي يبشر وانا اتي.
العبائة الديرية.
للمرأة الديرية الاصيلة تعلق شديد بالعباية ، خاصة عباية الحبر ، فهي تعتبرها كالذهب والمجوهرات .

وتعتبر العباية الهندام الرسمي والأميز للمرأة الفراتية ، فهي لباس الستر والعز والجمال والتواضع والكبرياء ، وهي عنوان الحشمة والوقار والهيبة ، كونها تغطي كامل الجسم من الراس حتى اسفل
القدمين .
وهذا اللباس يرفع من قدر الأنثى ويبرز شخصيتها المعبرة عن الارتباط بهذه الأرض والتمسك بقيم المجتمع التي تدعو اليها جميع الاديان .
وتتنوع العبايات الديرية من زمن الأجداد الى الأحفاد ، ولها اسماء عديدة ( راس المبرد – القفطان – صايم الدهر – الحرير – الحبر )
ولكن عباية الحبر هي الأرقى والأشهر والأغلى . وقد تغنى الشعراء الفراتيين فيها كثير .

عالعين يابو الزلف عيني ياموليا
يم العباية الحبر حلوة ياديرية

يم العباية حلوه عباتج
جمالك اية زينه صفاتج

وقد اشتهر الحبر الياباني الذي يجلبه العاملون الديريون من الخليج بكميات كبيرة . ويمتاز هذا اللون من القماش بلونه الاسود الغامق ونعومة ملمسه . وكان العائدون من الحج يجلبون معهم عبايات حبر هدايا لنساء الاهل والاقارب .
وتلبس العباية من قبل الشابات ومتوسطات العمر والمسنات . كما يتم تعويد البنات الصغار قبل سن البلوغ بلبسها . وتعتبر العباية ركنا اساسيا في جهاز العروس .

وكانت المراة الديرية لديها عدة عبايات . ولكل عباية استعمال خاص ومشوار معين . فمثلا عباية صايم الدهر كانت للمشاوير الرسمية وشراء الحوائج ، أما عباية الحبر فهي مخصصة للزيارات الرسمية .

وين العباية الحبر وتزين اكتافج
ويصلي حتى القمر عالنبي لو شافج

اليوم نجد ان لبس عباية الحبر قد تراجع قليلا واقتصر لبسها على كبيرات السن . اما الجيل الحالي من البنات فقد اصبحن يركضن وراء الموضة واللباس الافرنحي

صارت عباة الحبر ملبوس حبابة
واللي بربيع العمر من الغرب ثيابه
ملعون ثوب العجم علينا وش جابه
واللي يبيع الاصل وشلون تاليه
وصارت عباة الحبر سالوفة منسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.