سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
بعد الضربات التي تعرض لها مطار دمشق دولي، جرت اجتماعات بين روسيا وإيران والنظام السوري ، طالب فيه الإيرانيون بحماية المطار ووافق الروس على ذلك، وقامت إيران بنشر عدد من المنظومات الدفاعية في الوقت الذي استهدفت إسرائيل عددا منها خلال تخزينها ونقلها في طرطوس والبوكمال وحتى داخل دمشق.
عمليات القصف الإسرائيلية، أثبتت مدى فشل أنظمة الدفاع الجوي السورية، وفي الوقت الذي لم تتدخل روسيا في الدفاع عن الميليشيات الإيرانية، بدأت إيران بجلب أنظمة دفاعية للتصدي للطائرات الإسرائيلية ونصبها في محيط دمشق وريفها.
ومؤخرا استقدمت القوات السورية منظومات تشويش وإنذار مبكر وأخرى للدفاع الجوي إلى ريف دمشق، بهدف حماية مواقع المليشيات الإيرانية من الغارات الإسرائيلية، وأشارت تقارير صحفية إلى أن هذه القوات عقدت صفقة عبر إيران لاستقدام أنظمة دفاع جوي كورية وصينية المنشأ، إضافة إلى منظومة “باور 373” الإيرانية، وذلك بعد اتفاق غير معلن مع روسيا والنظام السوري في آب الماضي، حيث دخلت المنظومات برّا من الأراضي العراقية.
التقارير لفتت إلى أن قوات النظام السوري أجرت اختبارات على أجهزة التشويش خلال تشرين الأول، وتشرين الثاني الحالي، استطاعت خلالها إبعاد الطائرات الإسرائيلية لمرتين على الأقل عن الأجواء السورية وإجبارها على إلغاء تنفيذ الهجمات.
العميد الركن أحمد رحال، يرى أنه من الممكن أن تنجح المنظومات الدفاعية الإيرانية بالحد من الهجمات الإسرائيلية، لكن ليس بفعالية، فإسرائيل قادرة على القيام بإجراءات مضادة وسريعة، حيث تمتلك تكورا كبيرا في الحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوي، أي أن التأثير الإيراني محدود جدا ولفترة بسيطة.
يضيف رحال أن الأنظمة الدفاعية الإيرانية معروفة في السابق بعدم فعاليتها، ففي الحرب العراقية الإيرانية، تسببت هذه الأنظمة بإسقاط طائرات إيرانية بدلا من العراقية، وقبل نحو عامين تسببت بإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، وأيضا اعترفت كل من إسرائيل وإيران، بأن الطائرات الإسرائيلية نوع “إف 35” اخترقت المجال الجوي الإيراني في عمليات مراقبة في العمق الإيراني دون أن تتمكن هذه الأنظمة من كشفها.
من جهته، المقدم محمد الحربات، يؤكد أن نشر بطاريات الدفاع الجوي التي جاءت بعد استهداف المطارات لن يكون لها أي تأثير استراتيجي، فهي من جيل قديم ومكشوفة بالنسبة لإسرائيل، وما يمكن أن تقوم به، هو ضرب رشقات صاروخية عشوائية بهدف إبعاد الطائرات الإسرائيلية فقط.
الحربات يشير إلى أن إسرائيل قامت مؤخرا بغارات وهمية فوق سوريا، في عملية اختبارية للأنظمة الإيرانية الجديدة من أجل تحديد الشيفرات ونطاق الموجات الرادارية، ما يعني أن الأمور ستعود كالسابق ولن تكون هذه الأنظمة نافعة.
ولكن على الرغم من الإجراءات الإيرانية إلا أنها لم تكن ذات جدوى في مواجهة إسرائيل، على الرغم من الاستعانة بتقنيات صينية وروسية، فتركيب تقنية حديثة بحسب العميد رحال، تحتاج إلى وسائط حديثة ومنظومات حديثة، أما المنظومات الدفاعية في سوريا فهي قديمة ومتهالكة سواء “فولغا” أو “بيتشورا”، أو حتى “أس 200″، وهذه المنظومات غير قادرة على مواجهة التطور الإسرائيلي.