مصاريف الشتاء كارثة ينتظرها ذوي الدخل المحدود

بعد تردي الأوضاع المعيشية التي يعاني منها الشعب السوري برمته، وارتفاع المصاريف بشكل جنوني وقياسي مقارنة بالدخل، أصبحت نذر الشتاء تسبب قلقا للمواطنين وخصوصاً ذوي الدخل المحدود، فمع ارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية بشكل مضطرد، أصبحت الحيرة تلازمهم في كيفية تأمين تلك الاحتياجات مع استحالة الموازنة المادية لكل عائلة في تأمين الشرائيات الملحة والمتزامنة مع بعضها البعض،

فالشتاء يعني، افتتاح المدارس وتغيير أثاث المنازل بما يتناسب مع الفصل القاسي، وتأمين المدافئ والمحروقات اللازمة للتدفئة، فابالنسبة للمدارس مثلاً يحتاج الطالب الواحد إلى مبلغ ١٠٠ ألف ليرة على أقل تقدير لتأمين مستلزماته المدرسية، فكيف حال من لديه العديد من طلاب المدرسة،

أما التدفئة فأصبحت تسبب حالة من القلق والتوتر بالنسبة للعائلات، فعلى سبيل المثال لا الحصر ثمن المدفئة الكهربائية يتراوح ما بين ١٠٠ ألف ليرة سورية إلى ٥٠٠ ألف ليرة سورية، وقياسا براتب موظف الدولة فهو يحتاج إلى عدة رواتب دفعة واحدة ليستطيع التفكير بالشراء، ومدافئ المحروقات فقد وصلت لأرقام مخيفة وصلت لحد مليون ليرة سورية، ماعدا ثمن المحروقات لتشغيلها،

وحتى بالنسبة لتفكير البعض بالاستعاضة عن المحروقات بحطب التدفئة، فقد بلغت هو الٱخر أسعاره لمستويات غير مقبولة،وهذا ينطبق على المناطق التي فيها أشجار، أما عن المدن الشرقية فأبرز امتيازاتها الصحراء القاحلة فهي لاتحتوي على الأشجار،

وإذا اسهبنا في تعداد التحضيرات لفصل الشتاء فإننا بالتأكيد لن ننسى أثاث المنازل الشتوي والذي يعتبر حاجة ملحة وليس خيارا، فحتى الأثاث قد أخذ نصيبه من غلاء الأسعار، وعدم القدرة على شرائه، حيث وصل سعر المتر الواحد ل ٢٥ ألف ليرة بالنسبة للنوعيات الرديئة ويتصاعد حسب المواصفات والجودة،

إذا أصبح الشتاء يمثل تسونامي المستلزمات في ٱن واحد مع غياب الرقابة المالية وحرية التجار في وضع الأسعار، ويبقى المواطن الفقير وذو الدخل المحدود ضحية الوضع الاقتصادي المتردي والخطير، فيبقى أمام خيارين لاثالث لهما إما تأمينها أو التنازل عنها وهذا ضرب من ضروب المستحيل،
وسيكون هذا الشتاء كالصيف من قبله ثقيلا وقاسيا على النازحين في مخيمات اللجوء، اللذين يفتقدون أبسط مقومات الحياة وجدران حقيقية تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء.

خاص وكالة BAZ ( صدام السوري )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.