حمص – مروان مجيد الشيخ عيسى
بدأت شركة من شركات الإنتاج التلفزيوني الإيراني بالعمل على تصوير مشاهد من مسلسل اسمه “رقة روح” داخل أحياء مدينة حمص تحت حماية أمنية من عناصر مخابرات فرع الأمن العسكري 262 وفرع المخابرات الجوية التابع للنظام.
وتعمل أجهزة المخابرات بالتنسيق مع مخاتير كل من أحياء الخالدية ووادي السايح وجورة الشياح على تجهيز عدد من منازل الأهالي الذين تم تهجيرهم قسرياً من المدينة، وتحويلها لمقرات عسكرية بما يتناسب مع نص المسلسل الذي يروج لفكرة وجود مقاتلين من تنظيم الدولة “د ا ع ش” داخل المدينة إبان سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة ما بين عام 2011-2014 رغم أن الحقيقة غير ذلك.
مصادر من حي الخالدية قالت : تفاجئنا من ظهور سيارات رباعية الدفع ضمن أحياء حمص المدمرة والتي تحمل رايات تنظيم الدولة “د ا ع ش”، ورشاشات ثقيلة بالإضافة إلى أشخاص يرتدون زي عناصر التنظيم.
وما زاد من الأمر سوءً سماع أصوات إطلاق نار وانفجارات داخل حي الخالدية وحيي جورة الشياح ووادي السايح المجاورين قبل أن يتبين أن الأمر عبارة عن تصوير أحداث تتعلق بمسلسل إيراني.
ودوريات الأمن التابعة للمخابرات منعت اقتراب المدنيين من مناطق التصوير التي تم اعتمادها لتوثيق الحدث، موضحاً إلى أن كوادر العمل والممثلين والكومبارس جميعهم من جنسيات أجنبية لا يتكلمون اللغة العربية.
ويقول ناشط إعلامي سابق من مدينة حمص، إن ما يجري هو عبارة عن تدليس وتغيير للحقائق التي شهدتها مدينة حمص، والتي يعمل النظام بالتعاون مع إحدى شركات الإنتاج الإيراني بالترويج لوجود تنظيم الدولة “د ا ع ش” داخل المدينة.
مؤكداً أن ثورة أبناء حمص خرجت من شرائح المجتمع المدني قاطبة ولم يكن في بدايتها أي تبعية لتيار سياسي ديني أو علماني أو تكفيري كما يتم الترويج له من قبل الراغبين بطمس معالم ثورة حمص وتشويه أهدافها السامية التي استمرت لعدة أعوام بخطوات ثابتة خطتها دماء الشهداء الذين سقطوا على أيدي قوات النظام إثر مطالبتهم ببلد ديمقراطي ينعم جميع أطيافه بالعدل والمساواة دون أي تميز عرقي أو مذهبي.
فشركة الإنتاج انتهزت فرصة خلو شوارع المدينة بشكل كامل مع آذان المغرب خلال شهر رمضان لتصوير شوارع المدينة، وأحيائها بصورة تشابه إلى حد بعيد شلل الحياة أثناء حصار قوات النظام للمناطق التي انحازت للثورة كما هو واقع الحال بما يخص كل من أحياء الخالدية وجورة الشياح ووادي السايح والقصور والقرابيص وغيرهم من الأحياء الأخرى.
بدأت عمليات تجهيز مقرات مشابهة ضمن حي بابا عمرو جنوب غرب مدينة حمص والذي شهد احداث دامية بفعل قصفها من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني إبان سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليه مطلع الثورة السورية، بالوقت الذي من المتوقع أن يتم تشويه حقيقة أحداث الحقبة الممتدة ما بين عامي 2011-2012 لزرع فكرة تواجد مقاتلي تنظيم الدولة “د ا ع ش” بداخله، الأمر الذي يعطي الشرعية لقوات النظام للتدخل إلى جانب الميليشيات الإيرانية لإنهاء تواجدهم.