مسؤول في الأمم المتحدة يؤكد على ضرورة استمرار إدخال المساعدات عبر الحدود السورية 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

خلال زيارته إلى شمال غرب سوريا الثلاثاء أكد مسؤول أممي على ضرورة تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود لمدة عام، مؤكداً أن لا بديل عنها لمساعدة ملايين السكّان الذين شرّدتهم الحرب في الأراضي السورية .

وخلال مؤتمر صحفي عقده في أحد المستودعات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في مدينة سرمدا في إدلب بعد جولة في المنطقة، فقد قال نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن :إنها رسالة مشتركة تسمعونها من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية في شمال غرب سوريا حول الحاجة الى تجديد قرار المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهراً.

وسوف ينتهي في العاشر من الشهر الحالي تفويض منحه مجلس الأمن للعمل بآلية إدخال المساعدات عبر الحدود الى سوريا لمدة ستة أشهر، من دون المرور بمناطق سيطرة النظام السوري.

وكان قد سمح مجلس الأمن عام 2014 بعبور المساعدات عبر أربع نقاط حدودية، لكنه ما لبث أن قلّصها تباعاً، بسبب ضغوطات من موسكو وبكين، حليفتي النظام السوري في دمشق، لكي تقتصر على معبر باب الهوى الواقع عند الحدود بين سوريا وتركيا.

ويعتبر المعبر شرياناً حيوياً لدخول المساعدات الى أكثر من أربعة ملايين شخص، نصفهم نازحون، يعيشون في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى معارضة في إدلب ومحيطها.

وأردف كاردن الذي جال برفقة مسؤولين في برنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثية على عدد من المخيمات في المنطقة :نحتاج الى قرار بإدخال المساعدات لمدة عام.

وبين أنّه هناك أسباب عدّة لذلك. حيث سيضمن استمرار تدفّق المساعدات خلال أشهر الشتاء القارسة، عدا عن إمكانية تنفيذ برامج التعافي المبكر.

وقد شدّد على أنه لا يوجد بديل، لناحية الحجم أو النطاق، عن قرار مجلس الأمن بشأن المساعدات عبر الحدود، إذا ما كنّا نرغب بتلبية احتياجات الأشخاص الأكثر ضعفاً في شمال غرب سوريا.

وقد زاد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في شباط من معاناة السكان الذين يعيشون أساساً في ظروف صعبة ويعتمدون على المساعدات الى حد كبير.

وقد اعتبر كاردن أنّ الاحتياجات هائلة وقد اشتدّت حدّتها منذ الزلزال، موضحاً الى أنّ الأمم المتحدة وشركاءها قدّموا مساعدات لـ2,7 مليون شخص في كل شهر.

وتتضح أن المفاوضات معقّدة داخل مجلس الأمن لتمديد العمل بالآلية إذ إنّ موسكو تطالب بأن يتمّ إدخال المساعدات عبر مناطق سيطرة النظام السوري.

وكان السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا قال الخميس :قيل لنا مرة أخرى إنّه بدون هذه الآلية العابرة للحدود، سيموت ملايين السوريين جوعاً وبرداً، ولا خيار سوى تمديدها، حتى لو كانت تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها، داعياً إلى نقل المساعدات عبر مناطق سيطرة النظام السوري.

وقد دخلت قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في 23 حزيران من مناطق سيطرة قوات النظام إلى إدلب، للمرة الأولى منذ وقوع الزلزال.

وسمح النظام في دمشق بعد الزلزال بفتح معبرين حدوديين آخرين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر، تمّ تمديدها في أيار لثلاثة أشهر أخرى.

وكان قد أعلن برنامج الأغذية العالمي في 13 حزيران أنه اضطر إلى تخفيض مساعداته للسوريين الذين يعتمدون عليها من 5,5 مليون شخص إلى 2,5 مليون شخص جراء أزمة تمويل، في وقت يعيش ما لا يقل عن تسعين في المئة من السوريين تحت خط الفقر، مما زاد من تفاقم الوضع المعيشي في سوريا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.