تعددت المصطلحات التي تم إطلاقها على مخيم الهول للاجئين، فمنهم من شبهه بالقنبلة الموقوتة ومنهم من أسماه بالإمارة المغلقة أو الصغيرة لتنظيم داع ش، فإذا أخذنا السجون التي تحتوي على العديد من معتقلي التنظيم ووضعناها ضمن أوجه المقاربة نجد بأن النشاط كبير وملفت للقابعين في المخيم من ممارسات تكفيرية تصل لحد القتل في كثير من الأحيان،
فلا زال المنتمين لهذا التنظيم من رجال ونساء يعملون بشكل حيوي وناشط التزاما بأعراف الخلافة المزعومة في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم، فبعض الأمور قائمة وتنفذ بحد السيف على الرافضين للإنصياع لما يمليه عليهم عناصر التنظيم، كالجباية والجزية والزكاة القسرية والتكفير والاتهام بالردة،
ومن الناحية العملية لم تكن إجراءات الجهات الأمنية المختصة، للحد من جرائم القتل وجمع السلاح الموجود بين أيدي عناصر التنظيم ناجعة في فرض الأمن والاستقرار، ففي كل يوم يشهد المخيم حالة قتل أو اختطاف أو طعن، فعلى سبيل المثال، قام عناصر التنظيم اليوم بإقامة الحد على فتاة صغيرة تبلغ من العمر ١٦ عاما بتهمة الزنا، وتم رجمها ومن ثم قتلها ورميها في المجارير،
الطفلة المدعوة إسلام من محافظة الأنبار العراقية، وقائمة الأمثلة تطول. ويشهد المخيم المرعب العديد من الحالات التي تحاكي مدى خطورة التنظيم حتى مع حصره في قطاع معين، وفي حديث حصري لوكالة BAZ، أكد أحد المقيمين في المخيم ونعتذر عن نشر صورته أو اسمه تلبية لرغبته لدواعي تخص الأمن والسلامة، قال: أنا مهدد بالقتل بسبب عملي مع إحدى المنظمات الإنسانية العاملة داخل المخيم،
حيث كنت جالساً برفقة عائلتي، فتلقيت مكالمة من شخص مجهول طالبني بدفع مبلغ ٥٠٠ دولار أمريكي، زاعما بأنها جباية كوني موظف في المنظمة، وعندما رفضت الدفع لأنني لاأملك هذا المبلغ في الحقيقة، أتهمني بالردة ووضع أسمي على قائمة المطلوبين اللذين ستتم تصفيتهم، ومنذ ذلك الحين تركت العمل بالمنظمة الإنسانية مرغما للحفاظ على حياتي وحياة عائلتي،
كان يتحدث الشاب وهو مرعوب ويلتفت يميناً ويساراً مع أنه انتقل إلى قسم ٱمن نسبياً وقريب جدا من قوات الأمن الداخلي، لدرجة أنه وبعض العائلات المهددة خصصوا كلابا للحراسة، وفي ختام حديثه طلب من مراسل وكالة BAZ، إيصال رسالة للحكومة العراقية للنظر بوضعهم موجهاً لهم قصيدة من منبر وكالة BAZ يقول فيها:
أنا اللاجئ أنادي من خلف قضبان المخيم
اسمعوا صوتي واعرفوا من أكون
أنا لاجئ رمى به الدهر ظلما وجور
بظلم أحكامنا أوصلتنا حد الجنون
أرفع صوتي للشرفاء في بلدي الحنون
واعلموا والله لم نكن يوماً خائنين ولكن حوكمنا بالظنون
انصفونا فو الله كل يوم يمر علينا نشرب به كأس المنون
فو الله لو تعلمون حالنا لخرجتم بالملايين تطالبون بعفونا وانصافنا وإخراجنا من ظلم المخيم والسجون
إخواننا أنتم ونحن لكم إخوة،هكذا في ديننا السمح نكون
طالبوا وارفعوا صوتنا يا أهلنا بالعراق واشربوا معنا كأس المنون
لاتخافوا من كلمة الحق ستقتل الباطل والشؤوم
ارفعوا أصواتنا ولتعلو كلماتنا ٱفاق السماء وكونوا للحق منصفون
خالنا يبكي من يملك الضمير ويدمي قلب الحر الحنون
سلام عليكم ورضي الرحمن عنكم يامن للظلم أنتم رافضون
ليس كل من سكن المخيم ظالم بل أكثرهم مظلومون،
قصيدة كرسالة استجداء لشخص حرم من أهله وذويه تحت مسميات الإنتماء والولاء،
خاص بقلم صدام السوري