مجلس الأمن يفشل من جديد لإعادة تفويض عبور مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال سوريا

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

تستمر معركة المفاوضات والفيتوهات في إيصال مساعدات الأمم المتحدة إلى المنكوبين السوريين .

فقد فشل مجلس الأمن يوم الثلاثاء، في تمرير قرارين متناقضين لإعادة السماح لعبور مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية المدعومة من تركيا، بسبب صراع بين روسيا ودول غربية في المجلس.

ففي البداية عندما استخدمت روسيا، حليفة النظام السوري، حق النقض (الفيتو) ضد استخدام معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا لعبور مساعدات الأمم المتحدة لمدة تسعة أشهر، بعد أن أصبح المعبر شريان الحياة للمنطقة، وهو القرار الذي أيده 13 عضوا من 15 عضوا في المجلس.

ثم بعد ذلك استخدمت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا الفيتو ضد قرار دعمته روسيا كان يقضي بتمديد استخدام نفس المعبر لستة أشهر فقط، وفشلت روسيا في حشد التأييد له داخل المجلس.

وقد اتهمت الولايات المتحدة روسيا بارتكاب عمل بالغ القسوة.

وتمر مئات الشاحنات عبر معبر باب الهوى من تركيا كل شهر، حاملة مساعدات أكثر من 2.7 مليون مدني في شمال غربي سوريا يعتمدون على المساعدات في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية لتساعد المهجرين من الشعب السوري هناك.

وقد ازادت أهمية المعبر وأصبح شريان الحياة للمنطقة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في شباط الماضي، الذي أدى لمقتل أكثر من 4500 شخص وتشريد 50 ألف أسرة.

فعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن يعني أن الأمم المتحدة يجب أن توقف على الفور إيصال المساعدات عبر باب الهوى، إلا أنه يمكن إرسال المساعدات حتى 13 آب، عبر معبرين حدوديين إضافيين تم فتحهما بموافقة النظام السوري في أعقاب وقوع الزلزال المدمر.

وقالت الأمم المتحدة إن وكالاتها قامت بتخزين مسبق للكثير من الإمدادات في شمال غربي سوريا، لضمان استمرار تلبية الاحتياجات الإنسانية في الوقت الحالي.

يعلم الجميع أن هناك حوالي 4.5 مليون شخص، ثلاثة أرباعهم تقريبا من الأطفال والنساء، محاصرون في شمال غربي سوريا، حيث المعقل الأخير للاجئين السوريين  والفصائل المدعومة من تركيا التي تقاتل قوات النظام السوري بعد 12 عاما من الحرب في البلاد.

وكان قد سمح مجلس الأمن لأول مرة بإيصال مساعدات عبر الحدود إلى مناطق في سوريا خارج سيطرة النظام السوري وبدون موافقتها في عام 2014.

لكن في عام 2020، استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو كونهما عضوين دائمين في المجلس لوقف عمليات التسليم عبر الأردن والعراق، وكذلك معبر باب السلامة مع تركيا.

وكانت قد بررت الصين وروسيا موقفهما بأن العملية انتهكت سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وأن المساعدات يجب أن تعبر الخطوط الأمامية عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري . وبسبب هذا الموقف كان معبر باب الهوى هو الحل الوحيد أمام الأمم المتحدة للوصول إلى السكان في الشمال الغربي.

ومنذ 2020 يتم تجديد موافقة مجلس الأمن على استخدام المعبر كل ستة أو 12 شهرا، بعد سلسلة من التنازلات في اللحظة الأخيرة التي تفاوضت عليها روسيا والقوى الغربية، التي دعمت المعارضة السورية خلال الحرب.

وكما استخدمت روسيا حق الفيتو، يوم الثلاثاء، لعرقلة قرار تسوية آخر صاغته البرازيل وسويسرا كان من شأنه أن يمدد آلية عبور المساعدات عبر الحدود لمدة تسعة أشهر، كما سيغطي فترة الشتاء ويسمح لوكالات الإغاثة بتخطيط عملياتها بشكل أفضل. وصوت جميع أعضاء المجلس الآخرين لصالح هذا القرار باستثناء الصين التي امتنعت عن التصويت وروسيا التي استخدمت الفيتو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.