مجزرة البيضا التي ارتكبها النظام السوري في ذاكرة السوريين 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

شكلت المذابح والاشتباكات والكمائن بالأسلحة المتعددة النسبة الأعلى في أسباب القتل، بنسبة 35.1%، تلتها الأسلحة الثقيلة بنسبة 23.3%، حسب التقرير الأممي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2021.

وحسب تقارير حقوقية، كان النظام السوري المتسبب الأكبر في أعداد الضحايا منذ اندلاع الثورة في آذار 2011، حيث لم تتوقف مجازر النظام ومليشياته، واستعمل فيها القصف بالمروحيات والصواريخ والراجمات والبراميل المتفجرة، وواجه أيضا اتهامات باستخدام السلاح الكيماوي، ناهيك عن الاستهداف المباشر بالرصاص الحي والقناصة والشبيحة.

ويصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة لارتكاب واحدة من أبشع المجازر بحق المدنيين في سوريا، حيث أقدم مسلحون موالون للنظام من أبناء الطائفة العلوية بتاريخ 3 أيار 2013، على ارتكاب مجزرة مروعة بحق أبناء قرية البيضا ومدينة بانياس الساحلية.

وبدأت المجزرة في الثاني من أيار حينما هاجم المسلحون الموالون للنظام قرية البيضا وقتلوا العشرات من المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، ولم يكتف المسلحون بذلك، بل عمدوا إلى حرق الجثث لمحو آثار تلك المجزرة الشنعاء، وقاموا باعتقال الكثير من المدنيين فضلاً عن تهجير آخرين، وسط حالة من الذعر أصابت سكان المنطقة.

وفي صبيحة يوم 3 أيار هاجم المسلحون حي رأس النبع في مدينة بانياس الساحلية وارتكبوا فيها مجزرة مروعة بدم بارد قتلوا فيها شيوخ وأطفال ونساء، وهجّروا من بقي من المدنيين، واستشهاد ما لا يقل عن 325 مواطناً بينهم 32 طفل و26 طفلة و65 سيدة، فضلاً عن عشرات المفقودين الذين يرجح اعتقالهم لدى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري .

الشعب السوري يجدد مطالبته المجتمع الدولي للتحرك ومحاسبة مرتكبي هذه المجزرة والإبادة بحق المدنيين في قرية البيضا ومدينة بانيا، وتقديم المتورطين للمحاكم الدولية ومعاقبتهم، وجميع قتلة أبناء الشعب السوري.

فالنظام السوري نشأ نشأة مشبوهة وتاريخه حافل بالمجازر من عام 1963 ولغاية اليوم. لم يعمل يوماً لمصلحة بلده، بل لم يتوان لحظة عن استغلال آلام وعذابات السوريين لمصلحة الدائرة الضيقة في عائلته. فعل شائن وليس بجديد أو غريب عن نظام تسبّب بكلّ هذا الدمار والقتل والخراب، لذلك لا يجد حرجاً من سرقة المعونات، وتجارة المخدرات، واستغلال الأزمات الدولية، والكوارث الطبيعيّة لإعادة تأهيل نفسه، مستفيداً من علاقات نفعيّة، ودور وظيفي يقوم به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.