ما لا تعرفه عن أشهر إعلامي سوري، اعتقله الأسد وخرج من سوريا متنكراً،قصة أحمد فاخوري

أحمد عبد الرحيم فاخوري من مواليد مدينة حماة السورية، ولد فيها عام 1977، ودرس في مدارسها حتى وصل إلى المرحلة الثانوية ونجاحه فيها، ثم انتقل للدراسة في كلية الحقوق بجامعة حلب وتخرج منها عام 2001، ثم تابع دراسته في جامعة دمشق، حيث درس لمدة عاميين “دبلوم الدراسات العليا”،

ولم يكملها مرجعاً ذلك لأسباب خاصة.تعرض “فاخوري” داخل الأفرع الأمنية للتحقيق عدة أيام حول كل ما قاله في الإذاعة والتلفزيون حيث يقول: “كل شيئ كان يصلهم بدقة، وكأنه بث مباشر”.وبعد التحقيق مع “أحمد”، وجهت له عدة تهـم من بينها “الطـائفية” و”العمـالة للخارج”، وبأنه كان يخطط للانشـ.ـقاق والتحـ.ـريض على “الفتنة المذهبية”.“إلى الشعب السوري العظيم وإلى كل الاعلاميين الشرفاء في بلدي انتظرت طويلاً كي اكتب هذه الكلمات منذ أن تركت العمل في شاشة التلفزيون السوري منذ ما يزيد عن الثمانية أشهر لم أتوقع انني سأخرج سالماً من سوريا”.تلك هي أولى الكلمات التي نطق بها الإعلامي السوري الشهير “أحمد فاخوري” عندما انشـق عن النظام السوري خلال عام 2012.

في السطور القادمة سنتعرف أكثر على قصة أحمد فاخوري الذي يصفه كثيرون بأنه أشهر مذيع سوري، والطريقة التي استطاع فيها مغادرة سوريا بعد تعرضه للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية نظراً لموقفه الداعم لثورة السوريين ورفضه تقديم الولاء المطلق للأسد ونظامه.أما على صعيد حياته الأسرية، فهو متزوج وله طفلين “منى” و”عبد الرحيم”، ويعيش حالياً في العاصمة الإنكليزية “لندن”.أما على الصعيد المهني، فقد بدأ أحمد فاخوري مشواره في هذا المجال بالعمل كمذيع للأخبار والبرامج في إذاعة دمشق،

وفي نهاية عام 2006 ومطلع عام 2007 دخل مجال العمل التلفزيوني وعمل في التلفزيون السوري كمذيع أساسي.يتمتع “فاخوري” بخامة صوتية رخيمة وجذابة، بالإضافة للسانه الفصيح الطليق، ولغته السليمة كل ذلك مكن “أحمد” من الدخول بقوة في مجال التعليق الصوتي الوثائقي فرصيده يزيد عن 3000 ساعة من التعليق الصوتي لقنوات عربية شهيرة، مثل “الجزيرة الوثائقية” وناشيونال “جيوغرافيك أبو ظبي”.لم يكتفي “أحمد” بذلك فتارةً يعمل بالإعداد والإنتاج وتارةً كان يعمل بالإخراج حتى أنه في بعض الأحيان كان ينتج أفلاماً على حسابه الخاص.

أما بخصوص مواقفه السياسية، فقد دفع “أحمد فاخوري” ثمنها غالياً، حيث بدأت قصته عندما اشتعـلت المظاهرات المناهضة للنظام السوري في سوريا، حينها طالب إدارة التلفزيون السوري في اجتماع خاص بإعطاء مساحة مخصصة للمعارضة السورية للإدلاء والتعبير عن آرائهم ومطالبهم ظناً منه أن التلفزيون السوري هو تلفزيون الشعب.لكن سرعان ما خـابت آماله، ليصف نفسه لاحقاً بأنه كان شديد السـذاجة آنذاك، وقد اعتذر “أحمد” عن تقديم البرامج المباشرة بعد موقف محرج حدث معه، بينما كان يقدم بثاً حياً ومباشراً مع مراسل من حي “الميدان” بدمشق، ليكذّب وجود مظاهرات، ولكن وبشكل مفاجئ ظهر متظاهرون خلف المراسل وهم يهتفون “الشعب يريد إسقـاط النظام” و”يا درعا احنا معاكي للمـ.ـوت”.بعد هذا الموقف اكتفى “فاخوري” بتقديم نشرة أخبار إسبوعية، وعندما قرر الانشقاق ترك عمله في الفضائية السورية فجأة ولم يعد يظهر إطلاقاً، حينها لم يكن أمامه سوى السفر ومغادرة البلاد ليكتشف لاحقاً أنه ممنـوع من السفر، وطلب منه مراجعة الفرع الأمني (251)  وفرع أمن الدولة الداخلي، ومن ثم فرع الأمن السياسي.وبحسب “الفاخوري” فقد عومل بإنسانية في مقر أمن الدولة، لكنه أهـين لاحقاً في فرع المداهـمة، منذ أن تم اعتقـ.ـاله بمدخل التلفزيون، وعندما أخذوه إلى المقر الرئيسي عصبوا عينيه ووجهه إلى الحائط، حيث كان يسمع أصوات التعذيب والشباب للمعتقلين.يقول فاخوري :”رأيت الذين يعذبون في الرواق بأم عيني، وسمعت الشتائم المهـينة، هذا كان في الرواق، فماذا عن القابعين في الأقبية العفنة”، على حد تعبيره.بعدها بفترة وبطلبٍ من وزير الإعلام، تم اطلاق سراح “أحمد”، بينما ظل العديد من زملائه معتقلين لفتراتٍ مختلفة، مبيناً أن بعضهم فقدوا حياتهم في سجون الأسد، مثل زميله “هشام موصللي” الذي كان يعمل كمعلق صوتي في التلفزيون السوري.بعد خروج “فاخوري” من المعتقل توارى عن الأنظار متنكراً ومتخفياً لمدة 6 أشهر تجنباً لرجال أمن الدولة، فتارة يحلق رأسه ليصبح أصلع تماماً، وتارة يربي شاربه ويرتدي نظارة سوداء سميكة.ويذكر “أحمد” أنه في إحدى المرات ترك لحيته لدرجة أن أقاربه لم يتعرفوا عليه، مشيراً الى أنه استأجر آنذاك شقة قريبة من الحي الذي كان يقيم فيه بدمشق.وكان “فاخوري” قد زود قناة “العربية” في وقت سابق، ببعض صوره حين كان متنكراً في دمشق خلال عام 2012.وفي خضـم كل تلك الأحداث تمكن “أحمد فاخوري” من تأمين مخرج لعائلته عبر السفر من مطار بيروت إلى القاهرة.أما هو فقد نجح وبمساعدة المعارضة السورية من الوصول إلى تركيا، وعند وصوله إلى الأراضي التركية أعلن انشـ.ـقاقه بشكل علني ثم لحق بعائلته إلى العاصمة المصرية القاهرة.وهذه قصة أحمد فاخوري وكيفية خروجه من سوريا، ولاحقاً استقر “أحمد” وعائلته في المملكة المتحدة، وفي أكتوبر عام 2017 بدأ بتقديم برنامج “تريندينغ” على شاشة “بي بي سي” عربية.بدأ ذلك البرنامج بسيطاً، ولكن وبسبب لباقة أسلوب “فاخوري” الممتع تصدرت حلقات البرنامج القصيرة “اليوتيوب” ليحقق نسب مشاهدة عالية، ومن ثم ارتبط اسم البرنامج باسم “فاخوري”.تجدر الإشارة أن الإعلامي السوري “أحمد فاخوري” لديه قناة خاصة به على “اليوتيوب” تحمل اسمه، وتساعده في التواصل مباشرة مع جمهوره الراقي.ويقدم “فاخوري” من خلال تلك القناة معلومات ثقافية وتعليمية واجتماعية خفيفة تزيد من قوة الترابط بينه وبين متابعيه، وقد حصدت القناة ملايين المشاهدات منذ إطلاقها حتى يومنا هذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.