العراق – نهرين العلي
إن أقدم مئذنة ليس ما رواه البلاذري إن زياد بن أبيه عامل معاوية على العراقين قد بنى لجامع البصرة منارة من الحجر عام ٦٦٥م ٤٥ه وذلك عندما هدم الجامع الأول وأعاد بناءه بالحجر على نحو يتناسب مع ما وصلت إليه البصرة من اتساع وعمران وزيادة سكان وقد أطلق عليها اسم (المنارة) والمنارة اسم أطلق علي المآذن في العمارة الإسلامية
ويروي المقريزي أن عامل مصر لمعاوية وابنه يزيد أنشأ في عام ٦٧٢/٥٣ أربع صوامع في أركان جامع عمرو بن العاص في الفسطاط لغرض الآذان وأمر بأن تبنى منارات في معظم مساجد الفسطاط الأخرى وأمر مؤذني جامع عمرو بأن يبدأوا بالآذان للصلوات ثم يتلوهم المؤذنون في المنارات فالصوامع كانت أقرب إلى الأبراج في ضخامة الهيئة أما المنارة المئذنة فكانت أقل حجما وارتفاعآ وقد اقتبست كلمة منارة من المنارات التي كانت تقام على السواحل أو على فنن الجبال
وقد امتزج الطرازان طراز المنارات وطراز الصوامع والأبراج فظهرت مآذن المساجد الأولى التي بقي لنا بعضها إلى اليوم وإذا تأملنا مئذنة جامع عقبة بن نافع في القيروان مثلا وجدنا أنها تتكون من جزئين أساسيين البدن أو القاعدة وهو بناء مربع مرتفع سميك الجدران بداخله سلم يؤدي إلى سطحه في آن واحد وكان الآذان يرفع من سطح البدن أو البرج الأسفل والسلالم الرئيسية تنتهي عند هذه الشرفة أما الصعود إلى المنارة فيكون عن طريق سلم خشبي صغير يبدأ من سطح البدن أو البرج وقد انتشر هذا الطراز في كل العالم الاسلامي وكل المآذن الآن هي على هذا الطراز.