تعد محافظة ادلب من أقدم البقاع وأغناها بالآثار وأكثر المناطق الحافلة بالأحداث التاريخية العائدة إلى حقب الحضارات المتعاقبة منذ الألف الخامس قبل الميلاد في تل عين الكرخ مرورا بمملكة إيبلا والحقب الحثية
آرامية- آشورية- يونانية- رومانية بيزنطية- حتى العصر الاسلامي
تشهد على ذلك المواقع الأثرية المتناثرة على رقعة المدينة ،البارا رويحة- قلب لوزة- قصر البنات- تل النار- تل الطوقان- تل آفس ،
اذا تتبعت خطا الفاتحين ابتداء من مقام الشيخ دامس مرورا بمقام أمير المؤمنين عمربن عبد العزيز بالدير الشرقي حتى تصل الى قبر أبي ايوب الانصاري في القسطنطينية ،أدركت قداسة تراب إدلب الذي وطأته أقدام المرابطين على ثغور بلاد الشام الشمالية ،
لا تنس أثناء عودتك ان تعرج على كفرتخاريم لتسلم على قبر ابراهيم هنانو قائد ثورة الشمال وتصل الى سلقين بلد البطل يوسف السعدون وسيكرمك أهل جبل الزواية غاية الكرم في أحسم الفاتحة على هؤلاء الابطال الذين قضوا مضاجع الحملة الفرنسية في ادلب ايام الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1920 م
هذه هي ادلب تاريخ وأصالة وأمجاد وبطولات ،
بزنودهم السمر قطعوا من جبالها حجارة بيوتهم وابدعوا في زخرفة الأعمدة والتيجان التي تزين مداخل القصور والحدائق ،
لوحة من الفسيفساء المزركشة بألوان الطيف من عرب وكرد وترك ومسيحيين ودروز كل يكمل بعضه بعضا بالاعراق والتقاليد والأزياء والمناسبات،
كرم وسخاء وبيوت مشرعة ، وسيف وترس وكوفية وشال وقدود حلبية ،
بلد الثلاثة مليون شجرة زيتون بلد التين والزيتون
لقد تكسرت خوابي الزيت وعفت أثار أقدام المصطافين الى دركوش وحمام الشيخ عيسى وعين الزرقا
هاهي اليوم تتحسس جراحها وتفتش في عيون القوم عن رجل آخر يقود أبا العلاء الى مشارف معرة النعمان لعله يجنبها ويلات الحروب والدمار .عندما يكون الهم على مستوى وطن كل مادون ذلك يهون.
خاص وكالة BAZ الإخبارية بقلم( محمد خالد السليمان )