مآذن ديرالزور ستبقى شاهداً على عصر مدينة خلدها التاريخ بأبنائها الأشاوس

ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى 

تنتصب في كل مدن العالم الإسلامي مآذن المساجد صاعدة نحو السماء. فهي المعلم البصري الأبرز الذي يصدح فوراً بالهوية الدينية للمكان وحضارته الإسلامية ومعمارها الديني الفريد. ولأن خطابها التوحيدي هو واحد، ترتسم في الوجدان لوحة تُقرّب كل المآذن إلى بعضها، وتختزلها في صورة بناء رأسي يعلو على ما يحيط به من أبنية. ولكن هيهات من أن تتمكَّن صورة واحدة لفضاء مدينة ذي مئة مئذنة من سرد تاريخ فن بناء المآذن الذي لم يتوقف يوماً عن التطور والتلوّن ما بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه.

ففي ديرالزور كان يوجد ستة مآذن أثرية 

خمسة منها بنيت في العهد العثماني وتحديداً زمن السلطان عبد الحميد الثاني وهذه المآذن هي : 

1- مأذنة الجامع العمري : وإن كان الجامع أقدم من ذلك العهد بكثير ،مؤرخوا الدولة العثمانية يرجحون أن هذا الجامع أول بنائه كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب .

2 – مأذنة جامع السرايا : وهو مسجد كان موجودا في العهد العثماني. 

3 – مأذنة الجامع الحميدي : وهو أيضا بني في العهد العثماني. 

4 – مأذنة تكية ويس النقشبندي : وهو كسابقاته في العهد العثماني. 

5- مأذنة تكية أحمد الراوي : أيضا في العهد العثماني .

والمئذنة الأثرية السادسة فهي مأذنة جامع الوسط الجامع الكبير  الذي كان يتوسط حي دير العتيق ، وهي الأكثر قدماً.

فالبعض رجح بناء المسجد زمن المماليك و البعض أعاده إلى زمن الأيوبيين ، و البعض قال أقدم من هذا التاريخ بكثير. 

وجامع الوسط هدم مع باقي مساجد دير العتيق الأثرية كجامع الغرب و تكية الملا علي ، وزاوية صوفية بقرب جامع الوسط في دربة السادة مع باقي حي الدير العتيق ، في أبشع عملية هدم لحي أثري كامل في التاريخ الحديث ، وذلك بين عامي 1968.

أما المآذن العثمانية الخمسة فقد دمرت ثلاثة منها  السرايا و الحميدي و الراوي مع ما دمر من مدينة دير الزور ما بين عامي 2012و 2017

واليوم هناك تصدعات في مآذن العمري و النقشبندي.

فعلى أهل ديرالزور أن يتداركوا ما تبقى من الأسواق المقبية التجارية المبنية منذ عام 1872 إلى 1876و ما حولها من بعض الأماكن القديمة كالمتحف القديم و بناء الكتب المدرسية وغيرها من الآثار في حي العُرضي 

وأن يتداركوا ما بقي من بيوت قديمة في أحياء العرضي و الشيخ ياسين و الحميدية و الرشدية و أبو عابد و الحويقة حي العثمانية .

وسوف تبقى تلك المآذن والأبنية التاريخية القديمة علامة مميزة عن ديرالزور وتاريخها المجيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.