لم يمر على ميليشيا”حزب الله” منذ نشأته بمأزق سياسي وعسكري كالذي حل به في الإونة الآخيرة.

في الآونة الإخيرة باتت خطابات الأمين العام لمليشيا حزب الله حسن الله مثار تهكم وسخرية ،لنضع توقعات مبنية على التحليل، لما ستكون عليه الأمور في المستقبل القريب.
في الأيّام الأخيرة الماضية، ميليشيا”حزب الله” لم يمر، منذ نشأته حتى اليوم، بمأزق سياسي وعسكري وطني وإقليمي، كالذي حل به في الآونة الإخيرة ، ولكن نختلفنا حول الخطوات التي يمكن أن يتخذها الإمين العام لمليشيا حزب الله، ليتجاوز هذا المأزق.

 قبل استعراض السيناريوهات التي يمكن للحزب اعتمادها، من أين جاءت هذه القناعة بأنّ الحزب الذي يسيطر على لبنان ومؤسساته، هو فعلاً، في مأزق؟
من خلال ماتسمى الحرب الناعمة ،والجذير بالذكر بإن اغلبية الشعب السوري لاقى ما لقاه من من بشاعة ووحشية ميليشيا حزب الله ،ويجب التنويه لنقطة آراها حتمية بان قبل الثورة السورية كان الشعب السوري درع واقي لمليشيا حزب الله وكان رادع سياسي ينصره ومؤمن بسناريو القضية  الفلسطينية والتي كانت غطاء ساتر للنفاق النظام السوري الداعم بشكل مباشر لميليشا حزب الله بالتزامن مع قواعد التسيييس الإراني سواء في لبنان وسوريا .
من الواضح، أنّ ميليشيا “حزب الله” قد مًني بخسائر فادحة فيما يسمّيه “الحرب الناعمة”. 
وعليه، فإنّ “حزب الله” يعيش، حالياً، في ظل حالة إعلامية معادية غير مسبوقة، سواء في الإعلام اللبناني أم العربي أم العالمي، في ظل قناعة تترسّخ، يوماً بعد يوم، بأنّه متورّط، بشكل كبير، في إيصال لبنان الى الحالة المأساوية التي يمر بها.
ولم تعد وسائل الإعلام التابعة مباشرة أو غير مباشرة للحزب قادرة على إقناع الرأي العام بالبروبغندا التي يرغب الحزب بها.
كما أنّ وسائل التواصل الاجتماعي، لم تصل، يوماً، إلى حالة من التعبئة المعادية لـ”حزب الله”، كما وصلت إليه حالياً، بحيث بات “الجيش الإلكتروني” الذي سبق وشكّله الحزب، بدعم مباشر من أمينه العام حسن نصرالله، عاجزاً عن مواجهة النقمة التي تواجهه، بحيث ارتدّت الشتائم والاتهامات التي يوجهها لمعارضيه، عليه.
في حين أن خطابات نصرالله، بعدما كانت تستقطب جمهوراً واسعاً، أصبحت بلا جاذبية، وتنتظرها التعليقات السلبية هنا والساخرة هناك والتي تفوق بأضعاف تعليقات المؤيدين والمريدين.
في هذا الوقت، خسر “حزب الله” الملف الذي كان يجيد استعماله سابقاً، أي العداء لإسرائيل.
صحيح أنّ إسرائيل لا تزال بنظر كثير من اللبنانيين عدوّاً، إلا أنّ غالبية هؤلاء لم تعد ترى أن “حزب الله” هو المؤهل للتصدّي لهذا العدو، بل تعتبر أن هذا الحزب يتوسّل عداءه لإسرائيل، من أجل تبرير احتفاظه بسلاحه غير الشرعي الذي يستعمله، ولو من باب التلويح في غالبية الأحيان، في بسط سطوته على الداخل اللبناني.
في اعتقاد هؤلاء أنّ “حزب الله”، في ظل الإكثار من شعارات العداء لإسرائيل، يضع مجهوده العسكري، حيث يرغب بذلك الحرس الثوري الإيراني.
ويجدون أنّ التأزيم الأخير على الجبهة الجنوبية لا علاقة له بأعمال المقاومة، إنّما هدفه الحصري، تمديد قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الحزب وإسرائيل، لتشمل مراكز الحرس الثوري الإيراني في سوريا التي تتعرّض لغارات إسرائيلية موجعة.
وينشر “حزب الله” مقاتليه مع “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، ويريد أن يرد من لبنان على إسرائيل، إن قتلت له عنصراً، في سوريا.
وقاعدة الرد على إسرائيل على عمل حصل في سوريا، ترتد بذاتها على “حزب الله”، لأنّه بذلك يورّط لبنان في التعقيدات المكلفة لما يحصل في سوريا.
ويعتقد كثير من اللبنانيين أنّ “حزب الله” يقحم لبنان في أجواء حربية، ممّا يضاعف مآسيه المالية والاقتصادية والاجتماعية، من أجل خدمة إيران، لا أكثر ولا أقل.
السيناريو الأخير الذي تمّ التوصل إليه هو “الفوضى”، بمعنى أن يلجأ “حزب الله” الى إتاحة المجال لمناصريه في إثارة غضب مجموعات سكانية متفرقة، مما يضع لبنان على حافة حرب أهلية.
وهذا احتمال وارد، ذلك أنّ مسارعة جميع الأطراف السياسية الى تجنّب هذا المسار، يدفعها الى فتح قنوات تفاهم مع الحزب، حيث يستطيع أن يفرض شروطه، على اعتبار أنّه الطرف الأقوى.
وحيث لا إمكانية لهذا النوع من الفوضى، فيكفي إعادة التلويح بعودة الإرهاب، من أجل محاولة ضبط الجميع تحت السقف الذي يرتأه.
بالمحصّلة، ومهما كانت عليه الأمور، فإنّ “حزب الله” لديه مروحة واسعة من الخيارات، ولكنها جميعها، في ظل تهاوي منظومة دعايته، ستزيد المآسي مأساة، لكنّها لن تُخرج الحزب من المأزق غير المسبوق الذي يمر فيه.

بقلم وإعداد : ابراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.