سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
يطلق منذ القدم على رؤساء غرف التجارة في بعض الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وبعض المدن العربية كدمشق و القاهرة وبيروت، مصطلح “شاهبندر التجار”، وهو اسم تركي من أصل فارسي معناه: شيخ التجار أو رئيس تجار الميناء.
فلأول مرة منذ أن تأسست غرفة تجارة دمشق، الذي يرجع إلى العام 1840، وتأسيس اتحاد غرف التجارة السورية في العام 1975، لا يكون شهبندر التجار، من تجار دمشق، وذلك بعد ضغط أمن النظام السوري واجتمع 14 رئيساً لغرف التجارة من المحافظات وقاموا بنقل صلاحيات رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، أبو الهدى اللحام، الذي هو أيضاً رئيس غرفة تجارة دمشق، إلى نائبه في الاتحاد، رئيس غرفة تجارة طرطوس، مازن حماد.
وحتى هذه اللحظة لم يتم الإفصاح عن سبب اتخاذ هذا الإجراء، الذي جاء مفاجئاً بحسب الكثير من التجار الذين استغربوا هذا القرار، كما أن أي من التجار لم يجرؤ على الاعتراض والتنديد بما جرى، باستثناء عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، محمد الحلاق، حيث كتب منشوراً على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، نعى فيه غرفة تجارة دمشق، التي تمر بأسوأ ظروفها، على حد وصفه.
وبين الحلاق في منشوره إلى أن نقل الصلاحيات وحق التوقيع من رئيس اتحاد غرف التجارة السورية لم يتم إلى نائبه الأول الذي هو التاجر الحلبي محمد عامر حموي، وإنما إلى النائب الثاني الذي هو رئيس غرفة تجارة طرطوس، مازن حماد. دون أن يعلّق سلباً أو إيجاباً على الأمر، مما يعني تدخل الفروع الأمنية لاتخاذ هكذا قرار.
ولم توضح أسباب نقل الصلاحيات من رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، أنه كان يتمنى لو أنه تمت إعادة تشكيل مكتب الاتحاد وأن لا يتم تفويض الصلاحيات، لأنه عندما تتفق 14 غرفة على ضعف وترهل إدارة ما، حينها يجب أن ننهي الموضوع لكي لا نبقى دورانا في حلقة مفرغة.
فهل وصلنا إلى هذه المرحلة المترهلة في غرفة تجارة دمشق كي لا نستطيع إدارة الاتحاد، وفي حال لم نستطيع إدارة الاتحاد، كيف لنا أن نُدير غرفة تجارة دمشق.
ولمن لا يعلم، أن غرفة تجارة دمشق، هي التاريخ والحضارة والأصالة والعراقة، فهي تستحق من الجميع أكثر من ذلك.
وهذا القرار أشعر الكثير من التجار بالإحباط الشديد لما آلت إليه الأمور.
قد يلام البعض، ولكن ومن أجل التاريخ، التوضّح واجب كي لا يكون أحد شريك فيما يحدث من انتقاص أدنى حق من حقوق غرفة تجارة دمشق وما وصلت إليه الحال من فساد وإهمال وتلاعب بالبلد وأهله من قبل نظام فاسد في كل نواحي الحياة.