
كيف قضى المئات من ضباط النظام حتفهم في ظل الهدوء النسبي داخل سيطرة النظام السوري. حيث الإغتيالات كذلك موت الفجأة حيث لا يمر أسبوع دون الإعلان عن موت ضباط رفيعي المستوى لدى قوات النظام.
هذا وقد صرح سابقاً المحلل العسكري العميد أحمد الرحال موضحاً كيف النظام يتخلص من شركائه حيث قال الرحال: إن عمليات الإغتيال المتزايدة بحق قادة وضباط نظام الأسد هي بداية لعمليات تصفية بحق بعض الضباط الذين انتهت أدوارهم الوظيفية، أو أنهم من الذين يملكون معلومات لا تخدم النظام أو لهم تأثير عليه
وأوضح رحال أن كل من تورط مع نظام الأسد في جرائم ضمن ملفات معينة، فإن إغلاق تلك الملفات يكون بتصفية من اشترك بتلك الجرائم. كما حدث مع المشتركين في قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري على رأسهم اللواء غازي كنعان رئيس المخابرات السورية في لبنان سابقاً، فإن النظام قتلهم جميعاً.
وحسب رحال فإن الجرائم التي تورط بها القتلى من ضباط نظام الأسد هي جريمتا الكيماوي وقتل الشعب السوري بشكل عام عبر أوامر القصف وتصفية المعتقلين داخل السجون. إضافةً لخط آخر يستدعي تصفية بعض مسؤولي النظام الذي يملكون أموالاً وثروات طائلة جنوها عن طريق تشكيل مافيات تهريب وخطف وأتاوات. خلال الحرب والسنوات العشر من الثورة السورية.
وفي معرض تصريحه أشار رحّال إلى معلومات عن مصادرة أموال تقدر بنحو 8 مليار دولار لمسؤولين اعتقلهم وزجهم في السجون وقد يعمل على تصفيتهم لاحقاً.
وتابع أن ما يجري ليس أكثر مِن صراع داخل أجهزة مخابرات النظام فيما بينها مشيراً إلى صراع ضمن أجهزة الأمن ووزارة الدفاع القائمة بين قطبي وحليفي النظام روسيا وإيران، وبناء على ذلك يمكن أن تحدث بعض عمليات التصفية ضمن مسألة الولاء لأحد هذين القطبين اللذين يتنازعان أساساً على توسيع نفوذهما في سوريا.
وشدد المحلل العسكري العميد ركن أحمد رحال على أن ما يحدث هو عبارة عن صراعات داخل النظام ولصالحه، بعيداً عن المتاجرة ببعض المتورطين الذين يتبنون تلك العمليات كالعادة، معتبراً وجود تلك الجماعات التي تتبنى عمليات الاغتيال مجرد خدعة إعلامية يستخدمها النظام للتغطية على جرائمه القذرة.
هذا وقد نعت صفحات موالية للنظام السوري الأسبوع الفائت موت ثلاث ضباط من الساحل السوري دون ذكر الأسباب. ليبقى السؤال ان سياسة النظام لن تتغير حتى على أبناء طائفته والمقربين عليه ففي بداية الأنقلاب حيث قام حافظ الأسد بتصفية رفاقه الذين شاركوا بالانقلاب ثم تلاه العميد محمد سليمان المنسق السري بين النظام وإسرائيل و صاحب توقيع اتفاقية النفط مع إسرائيل ثم تلاه مقتل رئيس الوزراء محمود الزعبي وذلك بعد اكتشافه صفقات النفط بين النظام وإسرائيل تلاه مقتل وزير الداخلي غازي كنعان شاهد مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
في بداية الاحداث كان هناك انقسام بين أركان النظام حيث فضل البعض منهم سياسة إنهاء الأزمة السورية بأصلاحات سياسية وأقتصادية على عكس ما فعل نظام الأسد وعائلته. لينتهي بهم المطاف بتفجير. حيث سميت تفجير خلية الأزمة قتل على اثرها آصف شوكت نائب وزير الدفاع زوج شقيقة رأس النظام بشرى الأسد،
و محمد الشعار وزير الداخلية، ومحمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث، و علي مملوك رئيس المخابرات العامة، و داوود راجحة وزير الدفاع، و هشام بختيار رئيس مكتب الامن القومي، و محمد ديب زيتون رئيس شعبة الامن السياسي، و عبد الفتاح قدسية رئيس المخابرات العسكرية، وجميل حسن رئيس المخابرات الجوية.
لم ينتهِ الأمر إلى ذلك الحد بل بعد توريط عدد من الضباط في جرائم حرب خلال الحرب السورية وتوريطهم بقصف كيميائي باشر النظام بالخلاص منهم مثل العميد جامع جامع والعميد عصام زهر الدين ولايزال السيناريو مستمر على كل من شارك في جرائم الأسد أو شاهداً عليها حيث يقوم النظام بالتخلص لمحو آثار الجريمة.
نظام الأسد وكعادته كل من شارك معه بقتل السوريين يكافئه بالموت منذ اختلاسه الحكم في سورية حيث كانت مكافئة رفاقه الذين شاركوا معه الموت والسجون. فعلى كل من شارك النظام في قتل السوريين عليك انتظار المكافئة ” الموت المحتوم”.
إعداد : عبدالله الجليب
تحرير : حلا مشوح