كيف غدر حزب البعث في سوريا بالشعب وتطلعاته نحو مستقبل مشرق

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

إن من الشعارات التي كان يسوقها النظام السوري أنه نظام قائم على الديموقراطية، لكن في الواقع لم يكن كذلك، وبات ذلك جليّاً منذ لحظة تسلّم الأسد الأب ثم توريث الابن مقاليد الحكم بعد موت الديكتاتور الأب حافظ الأسد. فبعد وفاة الديكتاتور الأب في عام 2000 عدّل مجلس الشعب مادة في الدستور، ليتمكن الديكتاتور الشاب من وراثة الحكم، في جلسة مستعجلة لم تتجاوز مدتها ساعات قليلة. ودون الرجوع للشعب، الذي عانى 30 عاماً من حكم الديكتاتور الأب. لم يكن تعديل الدستور الأمر الوحيد الذي يدل على كذب النظام الحاكم فيما يخص الديموقراطية، بل لم يكن يخلو مكان عام، أو ساحة من ساحات سوريا إلا وينتصب فيه تمثال للدكتاتور. ففي الملاعب الرياضية مثلاً كانت تنتصب صوره وتماثيله مع عبارة الرياضي الأول، وفي الجامعات كانت تنتشر صوره وتماثيله مع عبارة الطالب الأول. وحتى في القضاء كان الدكتاتور يعتبر القاضي الأول.

فالبعث هو الذي أسطر وكرس الصنيعة مستغلاً ظروف المنطقة وسيكتب الكثير، حول هذا وسيبقى هناك من يعتبر الحزب تم استغلاله أو أنه المسؤول تماما ففي الحالتين لن يبرأ البعث نفسه مطلقا، وقد بدأ المؤرخ والمفكر والمحازب وكل من مستواه يدرس الأمر كما ينبغي أن تكون الدراسة بأساليب العقل النقدي والتنويري وأيضا ضمير المسائلة عن هذا المشهد المريع  الذي آلت إليه الأمور في سورية وسيعي الجميع حينها أي إرث تركه البعث.

وستعلم الأجيال القادمة أن أي انهيار إنساني تحت مفارقات غير إنسانية بلغت مبلغا قد يكون الأسد تطرفا عبر تاريخ معين عن قبح السلطة المستبدة، ولما كنت ملتزمة أن نطمئن إلى أدوات البحث والاستقصاء المحايدة لقلت إنها. مرحلة قذرة بمقاييس غير مسبوقة إطلاقا.

فسورية في عيد الجلاء هي المتشظية جغرافيا ومجتمعيا وديموغرافيا والمنتهكة بالتدخلات المتعددة،ووصولها إلى منحدرات أخلاقية واقتصادية وتربوية مريعة، ومازال البعث يحتفل بميلاده مرددا نفس الشعارات وممارسا نفس السياسات، الكاذبة ونفس الخبث والرخص في إقصاء الفكر الآخر وفي بيع الوهم.

فلسنا ندري بأي مقاييس يعتبر نفسه، ولا أجد إلا الانتحار الأخلاقي، ومصادرة الوعي وتزوير الحقائق، لقد أغلقت أدلوجته منافذ التطوير والتحديث، ووصل الأمر بأن تحول البعث إلى جهاز أمني مواز ورخيص يمارس وضاعة في مفاسده ولا يبالي مطلقا بذلك العري والانكشاف في الداخل والخارج ودون حياء قيمي وتاريخي ومنطقي خاض عملية تغيير نسب الثورة السورية الكبرى، كما فعل بالثورة السورية الراهنة التي دعشنها مرة، وخونها مرات. وزور مقاصدها كما هو شأنه دائما.

ولما كانت الحقائق لا تخفى يمضي الشعب المنكوب وقواه المناضلة في الاحتفاظ بالذاكرة التي رافقت لحظة تسليم قيادة الثورة والتي تركت إلى الأبد ترددات فعل عظيم قصد منه الثوار والتنظير خلق لحظة تدشينية تؤسس لمسار نهضوي، نحو الدولة الأمة التي يقف جميع من فيها، تحت ظل القانون.

وينطلق المئات من الآلاف من الشعب السوري ، رغم الحصار الأمني ، مؤكدين أن المسار مستمر وأن الصيرورة ستكون واحد واحد واحد الشعب السوري واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.