كيف تحول الزلزال المدمر إلى نعمة للنظام السوري وكشفتها ضحكة بشار الأسد الصفراء

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

كوارث الشعب السوري عند بشار الأسد فوائد ،إن حجم ما قدمته الأمم المتحدة من إغاثات باسم الشعب السوري لبشار الأسد كان أكبر عونا له على قتل السوريين، فقد كانت قد كشفت تقارير صحفية عن فساد منظومات تلكم المنظمات وخصوصا الهلال الأحمر السوري ،التي يسيطر على مفاصلها شبيحة النظام. فقد كانت هذه المساعدات تتحول إلى مخازن جيش النظام ومليشياته ليتم بيعها على المنكوبين، أما مابعد كارثة الزلزال المدمر فقد أغدقت الأنظمة في العطايا بحجة إغاثة الشعب السوري الذي لم ير منها ذرة طحين فكلها صبت في جيوب مسؤولي النظام السوري، فرغم كثرة المساعدات الإنسانية المُعلنة التي وصلت إلى مناطق سيطرة النظام السوري، فإن فوضى التوزيع والعشوائية والمحسوبيات لخّصت واقع المشهد في مدينة جبلة بريف اللاذقية، والتي كانت إحدى أكثر المناطق المتضررة من الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا، قبل شهر.

وأقرّ بالفوضى، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، الذي قال إنّها كانت السمة الغالبة في توزيع المساعدات، مشيراً في تصريحات  أنّه “لم يكن راضياً عن طريقة توزيع المساعدات بسبب الفوضى”.

ومنذ أوّل أيام الزلزال المدمّر، غابت حكومة النظام فعلياً عن مساعدة المنكوبين سواء بإرسال الآليات الثقيلة أو المساعدات الإنسانية.

فأعمال الإنقاذ ومساعدة المشرّدين اقتصرت على السكّان المحليين والشباب المتطوعين، مشيراً إلى أنّ كثيرا من التساؤلات برزت عن سبب غياب “أجهزة الدولة” عن الكارثة.

وفي مقطع مصوّر تداوله ناشطون، يوجّه فيه الشاب معين علي من مدينة اللاذقية، انتقاداً لأجهزة النظام السوري بسبب طلبها تصريحا أمنيا لتوزيع المساعدات، متسائلاً عن سبب منع المتطوعين والأهالي من تقديم المساعدات للمتضرّرين بشكل مباشر

وأجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، أوقفت معين علي، عقب التسجيل مباشرة.

من جانبها نشر ناشطون صوراً لمنتجات عربية وأجنبية المنشأ غير مخصّصة للبيع عُرضت في أسواق المدينة. كما نشروا تسجيلاً مصوّراً يوثّق لحظات نهب مساعدات من المدينة الرياضية في اللاذقية ليلاً.

كذلك شهدت مناطق توزيع المساعدات في مدينة جبلة فوضى عارمة، خاصةً عقب إقدام المسؤولين عن توزيع المساعدات، على رميها للناس بطريقة مُهينة.

أمام تقصيرالنظام” في مساعدة المنكوبين، لاسيما في الأيام الأولى من الزلزال، برزت العديد من المبادرات الاجتماعية والتطوعية لإغاثة المنكوبين.

ومن هذه الفعاليات مبادرة أطلقها عدد من المتطوعين في مدينة جبلة لتأمين مأوى لـ50 عائلة متضرّرة وإسكانها في منازل جديدة ودفع إيجاراتها لمدة عام كامل.

وأشرف “الفريق الأهلي” على توزيع تبرّعات بقيمة 100 مليون ليرة سورية للأهالي بشكل مباشر، تلقاها الفريق من متبرعين في الخارج، كما أقام “ألتراس بلوبويز” بالتعاون مع فريق “بيتي أنا بيتك” في الصالة الرياضية، فعالية لتقديم الدعم النفسي الممكن لهم.

وأيضاً، أشرف عدد من الشبّان المتطوعين في جبلة، على إنشاء صيدلية خيرية ومطبخ ميداني مستمر بتقديم نحو 300 وجبة يومياً، فضلاً عن توزيع الملابس عبر فرق جوّالة.

من جانب آخر، أفادت مصادر محلية في مدينة جبلة بأنّ “الأمانة السورية للتنمية” التابعة لأسماء الأسد” زوجة رئيس النظام، والتي استحوذت على توزيع المساعدات الواصلة إلى المنطقة، حيث لجأت إلى توزيع قسم كبير من المساعدات في قرى لم تتأثر بالزلزال، خاصةً في القرى الموالية للنظام والتي بالأصل تحصل على مساعدات دورية أممية عبر “الهلال الأحمر السوري”.

فالنظام استغل تدفق المساعدات لإعادة شعبيته في القرى الموالية له بريف اللاذقية، بينما بقيت عشرات العائلات في جبلة داخل المساجد ومراكز الإيواء المؤقتة من دون مساعدات.

وتساءل الكثير من الناس : “أين ذهبت قافلة مساعدات أهلنا في دير الزور وهي نحو 100 شاحنة؟ وأيـن ذهبت 80 شاحنة عراقية بما حملت؟ لماذا لم يحصل أهل مدينة جبلة على أي شيء منها؟إلى أين ذهبت؟ على من تم توزيعها؟ بأمر من؟

وكان من اللافت ظهور شعارات وُصفت بأنها ذات “صبغة طائفية” على قوافل المساعدات التي جاءت من العراق وإيران، وبعض تلك القوافل كانت تتبع لـ ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي.

وتوجيه المساعدات من ميليشيات إيرانية إلى مناطق سوريّة محدّدة “لم يكن بدواع إنسانية”، إنّما لأغراض تسعى إليها إيران منذ زمن بعيد في المنطقة، وفقاً لقوله.

يشار إلى أنّ مدينة جبلة ما تزال ترزح تحت وطأة الزلزال المدمّر الذي ضربها، في السادس من شهر شباط الجاري، حيث تحمّلت الحصة الكبرى من الدمار وأعداد الضحايا في المنطقة الساحلية السوريّة.

ولم تقتصر سرقات المساعدات على مناطق سيطرة النظام السوري. بل أيضا في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، يستثنى من السرقات ما قدمه أبناء دير الزور، تلك النخوة والمروءة التي لم تستطع حتى الأمم المتحدة وجميع منظماتها أن تقدم ربع نخوة أهل دير الزور ،فقد أرسلوا مع مساعداتهم لجان أشرفت بنفسها على التوزيع، فكانت هذه النخوة التي تعتبر ليست جديدة على أبناء دير الزور فهم كانوا ولايزالون يسطرون أروع أمثلة في الكرم والنخوة والشيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.