كثير عزة الشاعر الذي رفعه شعره ،،

الغزل هو أحد أهم أغراض الشعر العربي وكثيرا مانجد من الشعراء من يطرق هذا الباب.
ومن أشهر الشعراء الذين برعوا به كثيّر عزة. فمن هو كثيّر :هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي،شاعر أموي من شعراء المدينة المنورة، وقد وصفه الرواة بالدمامة الخلقية، فقد قيل أنه قصير القامة أعور العين هزيل الجسد حتى وصفه بعض الرواة طوله بأنه لا يتجاوز ثلاثة أشبار، اشتهر بكثير عزة نسبة إلى محبوبته عزة بنت جميل بن حفص بن إياس الغفارية الكنانية، التي كانت محور غزله العذري
يخاطب عزة بقوله :     

خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا
                              قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ
وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها
                                وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ
وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما
                                  ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ
وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا
                              وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ

                               

                      

فالعاشق يطلب أن يقف أصحابه عند مرابع المحبوبة بخشوع وأن يمسّا تراب أرضها فقد تكون قدم مشت أقدمها عليه. وأن تكون صلاتهم بنفس مكانها فذنوبهم سوف تغفر
ثم يكمل بالشكوى والألم والبكاء بسبب رحيلها.
ومن أبرز ماحدث معه قصة يرويها بنفسه ماحدث له في موسم الحج. حيث يقول كنت في الحج وكانت عزة مع زوجها ولايعلم أحدنا بالآخر. وفي أحد الأيام أمرها زوجها بابتياع سمن لتحضير طعام لأهل رفقته، فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إليّ وهي لا تعلم أنها خيمتي.قال وكنت ابري سهماً، فلما رأيتها جعلت أبري بيدي، حتى بريت اللحم وانا لا اشعر. وجعل الدم يسيل، فلما رأت ذلك دخلت وأمسكت بيدي وجعلت تمسح الدم بثوبها.
وكان في بيتي نحي سمن. فحلفت لتأخذينه. فاخذته. فلما ذهبت رأى زوجها الدم بثوبها، فسألها عنه. فكتمته. حتى حلف عليها لتخبره. فأخبرته فشتمها. فحلف عليها ان تذهب ويذهب معها حتى تقف على كثير وتشتمه. فما كان منها إلا إطاعة زوجها فشتمته لكن كثيّر لم يحزنه فعلها يقول في ذلك :
يُكلّفُها الخنزِيرُ شَتْمِي وَمَا بِهَا .. هواني ولكنْ للمليكِ استزَلّتِ
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مخامرٍ .. لعزَّة َ من أعراضنا ما استحلَّتِ
أَسِيئي بِنا أَو أحْسِني لا مَلُومَة ً .. لدينا ولا مَقْلِيّة ً إنْ تَقَلَّتِ
وفات كثير عزة :
توفي سنة 105هـ، وقد مات كثير عزة وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد، فصُلِّيَ عليهما في موضع واحد بعد الظهر، فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس، وكان موتهما بالمدينة.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: إبراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.