قصف قاعدة التنف، يصب في مصلحة روسيا،،

لايخفى على أحد الدعم الروسي للميليشيات الإيرانية في سوريا بالرغم من نفيها المتكرر، واتباعها لأسلوب مظلم لايوحي بتقاربها الكبير من النظام الإيراني، بل وتدعم الميليشيات الطائفية في ممارستها التصعيدية ضد قوات التحالف في سوريا ومن هذا المنطلق طرحت صحيفة الشرق الأوسط، تساؤلات عن التغيرات التي حدثت مؤخراً لكي تتعرض قاعدة “التنف” العسكرية الأمريكية شرق جنوب سوريا، لهجوم بالمسيرات قبل يومين.

وقالت الصحيفة في تقرير، الجمعة، إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والاتفاق على سحب القوات الأمريكية من العراق، والانكفاء من منطقة الشرق الأوسط، زاد الضغط على الوجود الأمريكي في سوريا من جميع الأطراف الفاعلة، موضحة أن موسكو وطهران وأنقرة ودمشق متفقون في الضغط على واشنطن شرق الفرات، بما يتناسب مع مصالحها، والنقيض الكبير في الجهة المقابلة من حيث التعاطي مع إسرائيل والتعامل مع اعتدائها المتكرر على قوات النظام والميليشيات الموالية للنظام،

وأضافت أن الاعتقاد الواسع هو أن “التنف” توفر دعماً لوجيستياً للغارات الإسرائيلية وعمليات التحالف الدولي، وقد سعت موسكو مرات عدة لتفكيكها، وأشارت إلى أن استهداف التنف تزامن أيضاً مع التغييرات الكبيرة التي حصلت وتحصل في جنوب سوريا، بقيادة الجيش الروسي، وشملت تسويات بتفاهم علني مع الأردن ومخفي مع إسرائيل امتدت من غرب درعا إلى شمالها، وباتت تتدحرج شرقاً باتجاه الحدود البرية للتنف.

وخلصت إلى أن القصف وضع مستقبل القاعدة والتنسيق ومجمل القصف الإسرائيلي في سوريا على مائدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، في قمة تغيب عنها إيران المتهمة بتسيير المسيرات، وأمريكيا المعنية بتلقي المسيرات، ولذلك، مرة أخرى، يجد بوتين نفسه معنياً في البحث عن وصفة توازن بين أطراف متخاصمة ومصالح متناحرة،
ويتجلى هذا في محاولات الجيش الروسي إبراز الجانب الإنساني له، محاولا كسب حاضنة شعبية في مناطق شرق الفرات، ولكنه تفاجئ بردة فعل المواطنين الرافضة لوجودهم بشكل قطعي على غرار ماحصل في منطقة القامشلي وعين العرب ومؤخراً في ريف ديرالزور.

إعداد صدام السوري

تحرير تيماء العلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.