الحسكة – فريق التحرير
منذ سنوات ، وفي إحدى قرى الجزيرة السورية التي يربط أغلب ساكنيها قرابة دم واحدة .
تجرأ أحدهم وقام بشتم وسب أحد رموز الطائفة الأولى .
لم يكن هناك بيانات أو عبارات شجب واستنكار ، إنما كانت ردة الفعل هادئة وطبيعية ، بحيث اجتمع عدد من الشباب المتحمس وقرروا ماذا سيفعلونه تجاه ماحصل . وبعد أيام قليلة وفي كمين محكم تم الدعس على رأس ذلك المعتدي دون معرفة الفاعل ومن ثم سجلت القضية ضد مجهول .
ومنذ ذلك الوقت لم يتجرأ أحد حتى على مجرد التفكير بالإساءة إلى أي رمز من رموز المكون الذي ينتمي إليه الطرف الاول ، كونه يعرف سلفا المصير الذي سينتظره في حال لو فعل ذلك .
هكذا تورد الإبل .. وهكذا تقترن الأقوال بالأفعال .
اليوم وبالأمس رأينا التجمع العشائري العفوي الذي شاركت فيه كل عشائر القبيلة في مهرحان كرنفالي هو بحد ذاته يعتبر انجاز كبير يحسب له ألف حساب ، خاصة وأنه استطاع لم شمل القبيلة تحت راية واحدة . كما أن تفاعل القبائل والعشائر الأخرى يدل على أن الإساءة إلى أي رمز من أي قبيلة هو بمثابة الإساءة الى رموز القبائل الاخرى ، وهذا مايؤكد عمق العلاقة وتجذر الترابط الإجتماعي والتاريخي بين القبائل .
مانخشاه في قادم الأيام هو الفتور والتراجع عن تحقيق الهدف والاكتفاء بالبيانات وعبارات الشجب والاستنكار التي هي مجرد كلام مستهلك لا أثر له ولافائدة ، وهي اشبه بغيمة صيف عابرة نتمنى أن تكون محملة بالغيث والمطر وأن لاتمر مرور الكرام .
خاصة وأن العكال الذي نزعه عبد العزيز المحمد الشيخ أحمد عن رأسه واكتفى بلبس المحرمة فقط هو ليس عكاله إنما هو عكال الشيخ ابو حواس . ومانتمناه هو أن يعود التاج إلى رأس صاحبه اليوم قبل غد. فأصالتنا كأبناء قبيلة مستمدة من الاعتزاز بهؤلاء الرموز الذين لايمكن تجاهل قيمة الفخر بهم والتمسك بتقاليدهم والسير على خطاهم ، فهم القادة المؤسسون لتراث القبيلة ، والافتخار بهم هو افتخار بالقبيلة ومنجزاتها .
نتمنى أن تكون الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والإنجازات كي لاياتي اليوم الذي سوف ينسى فيه الناس اسم عبد القادر حمو وبدلا من لفظ إسمه سيقولون هذا هو الذي فعل بقبيلة الجبور كذا وكذا . وساعتها ستبقى هذه الحادثة وصمة عار في جبين القبيلة ، أما هو فسيصبح بطلا وسيدخل تاريخ منطقة الجزيرة من أوسع الأبواب .
المصدر: الباحث التاريخي الجبور