BAZNEWS
في مقال نشرته مجلة “فورن بوليسي” الأمريكية ، سلطت الضوء على المواجهات الأخيرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومقاتلي العشائر العربية في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وجاء في المقال انه في أوائل سبتمبر 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومقاتلي العشائر العربية في محافظة دير الزور شرقي سوريا. استمرت الاشتباكات لمدة 11 يومًا، وأسفرت عن مقتل ما بين 150 إلى أكثر من 350 شخصًا.
وبدات الانتفاضة في 27 أغسطس 2023، عندما احتجزت قسد قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل، بتهمة الفساد. أدى ذلك إلى احتجاجات من قبل القبائل العربية في المنطقة، التي اتهمت قسد بالتمييز ضد السكان العرب.
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى عنف، حيث هاجم مقاتلو العشائر مواقع قسد في جميع أنحاء دير الزور. تمكنوا من طرد قسد من عشرات المدن والقرى، وسيطروا على جزء كبير من شمال المحافظة.
وقالت المجلة ان “قسد” التي يهيمن عليها الأكراد تمكنت بصعوبة من قمع التمرد القبلي، لكنها قتلت أو سجنت أو أبعدت شريحة كبيرة من القيادة العسكرية والقبلية في المنطقة.
ورغم ذلك، فإن حملة الاعتقالات الكبيرة التي تشنها “قسد”، إلى جانب الدماء الهائلة التي أراقت خلال الانتفاضة التي استمرت 11 يوماً، تعني أن المنطقة لن تعود على الأرجح أبداً إلى الوضع الراهن الذي تحقق بعد هزيمة تنظيم “الدولة”، في أواخر عام 2017.
اسباب حدوث الانتفاضة
واشارت المجلة ان هناك عدة أسباب أدت إلى الانتفاضة. أولاً، شعرت القبائل العربية في شمال دير الزور بالتجاهل من قبل قسد، التي يهيمن عليها الأكراد. ثانيًا، اتهمت القبائل قسد بتحويل الإيرادات من حقول النفط والغاز في المنطقة إلى المناطق التي يقطنها عدد أكبر من السكان الأكراد. ثالثًا، سعى بعض قادة العشائر إلى إنشاء دولة عربية مستقلة في شمال دير الزور.
ما هي العواقب؟
ورات المجلة ان تضع هذه الأحداث الولايات المتحدة في موقف صعب، حيث أن فشلها في القيام بذلك سيخلق مساحة للخصوم، لتقويض مكاسب واشنطن، التي حققتها بشق الأنفس.
وان قمع قسد للانتفاضة لم يحل المشكلة. بدلاً من ذلك، أدى إلى زيادة التوتر بين الأكراد والعرب في المنطقة.
من المرجح أن تستمر القبائل العربية في الشعور بالظلم من قبل قسد، مما قد يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات في المستقبل.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية
وقالت المجلة ان الولايات المتحدة تواجه موقفًا صعبًا في دير الزور. فهي شريك رئيسي في قسد، لكنها أيضًا تسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع القبائل العربية.
وحتى الآن، لم تتمكن الولايات المتحدة من إيجاد حل وسط يرضي كلا الطرفين
كما أن الانتفاضة العشائرية ورغم أنها قد هُزمت على ما يبدو، إلا أن تأثيرها سيكون كبيراً. ومن المرجح أن تدفع التجربة المشتركة في القتال ضد عدو مشترك العائلات والعشائر والقبائل في دير الزور التي لديها تاريخ سابق من النزاعات إلى وضع خلافاتها جانباً للتركيز على الهدف المشترك المتمثل في “الانتقام”.
لا يعني قمع قسد لانتفاضة دير الزور نهاية الأزمة. فالمنطقة لن تعود إلى ما كانت عليه، والولايات المتحدة ستواجه تحديات جديدة في الحفاظ على استقرارها.