قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن “الجرائم المستمرة التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه” أظهرت فشل آلية “المسؤولية عن الحماية”، التي اتفقت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بعد مذابح رواندا البلقان في تسعينيات القرن الماضي، بهدف عدم تكرار مثل هذه الفظاعات مرة أخرى.وأكدت المجلة أن قاعدة “المسؤولية عن الحماية” واحدة من ضحايا الحرب السورية المستمرة، منذ عام 2011، معتبرة أن “تأثير الصراع على قدرة العالم على منع الفظائع سيظل محسوساً لسنوات قادمة”.وأضافت أن “مسؤولية الحماية كانت غير قادرة على النجاة من الصراع السوري”، و”يمثل موتها لحظة فشل النظام الدولي”، معتبرة أنه “منذ البداية، كان للآلية العديد من العيوب الأساسية التي من شأنها أن “تجعل تنفيذها صعباً وتؤدي في النهاية إلى زوالها في ساحات القتل في سوريا”.”ورغم الهجمات الموجهة للنظام وحلفائه على المستشفيات والمراكز الطبية، وقصف مدن بأكملها، واغتيال الصحفيين، واستخدام أساليب الحصار، ردت الأمم المتحدة ببيانات إدانة فارغة، وعقدت اجتماعات لمجلس الأمن وطالبت بضبط النفس بشكل غير فعال”، وفق “فورين بوليسي”.واعتبرت أن الحرب السورية أظهرت عدم جدوى مجلس الأمن الدولي، الذي “يسيء أعضاؤه بشكل روتيني استخدام حق النقض (فيتو) لحماية عملائهم”، فضلاً عن “طبيعة نظام الأمم المتحدة، لا سيما هيكل مجلس الأمن، المسؤولة في النهاية عن إنهاء أي فرصة لتنفيذ مسؤولية الحماية”.وكان رؤساء الدول والحكومات، قد أقروا في مؤتمر القمة العالمي للأمم المتحدة، لعام 2005، بمسؤولية حماية السكان من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، من خلال ثلاث ركائز متساوية تتمثل بمسؤولية كل دولة عن حماية سكانها، ومسؤولية المجتمع الدولي عن مساعدة الدول في حماية سكانها، ومسؤولية المجتمع الدولي عن الحماية عندما تفشل الدولة بوضوح في حماية سكانها.