تقول وكالة فرانس برس في تقرير حول تطورات الأوضاع الأخيرة بدرعا، إنه بعد مرور ثلاث سنوات على اتفاق التسوية، طغت الفوضى الأمنية على المشهد في درعا.
وتطرقت إلى ما شهدته المحافظة من تفجيرات وعمليات إطلاق نار ضد قوات النظام أو اغتيالات طالت موالين أو معارضين سابقين أو حتى مدنيين يعملون لدى مؤسسات حكومية، في وقت انتشر السلاح في كل مكان، وتساءلت الوكالة عن مصير المحافظة بعد التصعيد الأخير.
وتنقل الوكالة عن الناشط المعارض عمر الحريري من مكتب “توثيق الشهداء في درعا”، إنه برغم تراجع العمل العسكري، “تقوم قوات النظام بتحركات بشكل شبه يومي، وخصوصاً خلال الليل، بهدف استنزاف المقاتلين الذين لا يملكون سوى السلاح الخفيف”، ولم تلجأ قوات النظام حتى الآن إلى السلاح الجوي.
وبحسب الوكالة، يُرجّح سكان وناشطون أن يكون أحد أسباب التصعيد العسكري سعي النظام “للانتقام” من درعا التي لا يزال سكانها يخرجون في تظاهرات ضده.
ومن جهته، يرى المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة محّمد العبد الله، أنه “لطالما كانت لدى الإيرانيين رغبة بتعزيز نفوذهم أكثر في الجنوب لقربه من إسرائيل، وهم من يدفع قوات النظام والفرقة الرابعة اليوم بشكل خاص”. ويتواجد الإيرانيون بشكل واسع في جنوب سوريا، إلا أن تواجد روسيا في درعا يضبط نفوذهم.
وروسيا التي تسعى لنشر “الفيلق الخامس” في درعا البلد، وهو فصيل في الجيش السوري تدعمه روسيا ويضم مقاتلين معارضين سابقين من درعا، وتعتمد سياسة “نحن أو النظام” للضغط على سكان درعا البلد الذي يرفضون أن يسلّم المقاتلون أسلحتهم الخفيفة، بحسب العبدالله.
ويرى العبد الله أن ما يحصل في درعا هو “مَثَل على التنافس بين الإيرانيين والروس على مناطق النفوذ في سوريا”، في حين يقول الناشط الحريري: “نحن أمام خيارين: انتشار الفيلق الخامس ولجم روسيا لقوات النظام، أو أن يقوم النظام فجأة باقتحام واسع”.
وتحكم قوات النظام الخناق على “درعا البلد” وكانت أغلقت آخر المنافذ يوم أمس بعد أن دخلت المناطق المحاصرة يومها الخمسين للحصار ومنع دخول المواد الغذائية وانقطاع الخبز والدواء.
وكان حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن الخميس من ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية التي تسببت بفرار آلاف المدنيين، لافتا إلى أن السكان يعانون “من نقصٍ حاد في الوقود وغاز الطهي والمياه والخبز. وهناك نقص في المساعدات الطبية اللازمة لمعالجة الجرحى”، وواصفا الوضع بـ”الخطير”.
المصدر الحدث السوري