علاقة قسد بالقوى القبلية والعشائرية في شمال شرقي سوريا: حالة من انعدام الثقة واحتمال تصاعد الصراع بسبب أزمة الثقة والافتقار للشراكة

أصدر مركز “جسور للدراسات” تقريرًا تناول فيه علاقة قوات “قسد” بالقوى القبلية والعشائرية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا. وخلص التقرير إلى أن تلك العلاقة تشهد توترًا متصاعدًا، بسبب عدم نجاح الطرفين في إيجاد صيغة صحيحة لطبيعتها.

يشير التقرير إلى أن “قسد” لا تزال تنظر إلى القوى القبلية والعشائرية “كعدوّ” أو منافس محتمل، على الأقل دون البحث عن خلق فرص شراكة حقيقية معها. ويضيف أن هذا الموقف خلق حالة من انعدام الثقة بين الطرفين، ظهرت في حالات عدة على شكل احتجاجات أو مظاهرات، تطورت أحياناً لمواجهات مسلحة متبادَلة.

ويبين  التقرير ان ظاهر ة انعدام الثقة بين قسد والقوى القبلية والعشائرية:ظهرت مظاهر انعدام الثقة بين الطرفين في عدة حالات، من أبرزها:

  • الاحتجاجات التي اندلعت في دير الزور في نيسان 2023، والتي طالبت بإطلاق سراح عدد من المعتقلين من أبناء العشائر.
  • النزاع المسلح الذي اندلع في دير الزور في آب 2023، والذي أسفر عن مقتل العشرات من الط

ويذكر التقرير أن الحراك العشائري الذي اندلع في آب 2023، وتحول لنزاع مسلح بين مقاتلين عشائريين و”قسد” في دير الزور، كان إحدى أهم محطّات العلاقة بين الطرفين. حيث كان النزاع انعكاساً لحقيقة تلك العلاقة.

:

وخلص  التقرير إلى أن استمرار العلاقة بشكلها الراهن بين الطرفين، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التوتر والاضطرابات في مناطق سيطرة قسد. ويضيف أن نجاح الحراك العشائري في دير الزور، قد يكون نموذجاً يشجّع قوى قبلية وعشائرية أخرى لتطبيقه في بقية مناطق سيطرة قسد.

تشير مادة المركز إلى أن العلاقة بين قسد والقوى القبلية والعشائرية في شمال شرقي سوريا، تشهد حالة من التوتر المتصاعد. ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها:

  • الاختلاف في الرؤية السياسية: تنظر قسد إلى نفسها باعتبارها القوة العسكرية والسياسية المهيمنة في شمال شرقي سوريا، وتسعى إلى بناء نظام سياسي يعتمد على الديمقراطية التعددية. بينما تنظر القوى القبلية والعشائرية إلى نفسها باعتبارها ممثلة للمجتمع المحلي، وتطالب بمشاركة أكبر في السلطة.
  • الاختلاف في المصالح الاقتصادية: تسيطر قسد على الموارد الاقتصادية الرئيسية في شمال شرقي سوريا، الأمر الذي أدى إلى تهميش القوى القبلية والعشائرية.
  • الممارسات القمعية: اتهمت القوى القبلية والعشائرية قسد بممارسات قمعية ضدها، مثل اعتقال قادتها ومصادرة ممتلكاتهم.

تؤدي هذه الأسباب إلى استمرار التوتر بين الطرفين، وقد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في مناطق سيطرة قسد.

ويمكن أن تساهم عدة عوامل في تخفيف التوتر بين قسد والقوى القبلية والعشائرية، منها:

  • إجراء حوار بين الطرفين: يمكن أن يؤدي الحوار إلى فهم أفضل للمصالح والمطالب لكل طرف، وإلى إيجاد صيغة مقبولة لمشاركة القوى القبلية والعشائرية في السلطة.
  • إجراء إصلاحات اقتصادية: يمكن أن يؤدي إجراء إصلاحات اقتصادية تؤدي إلى مشاركة أكبر للقوى القبلية والعشائرية في إدارة الموارد الاقتصادية، إلى تخفيف الشعور بالتهميش.
  • وقف الممارسات القمعية: يمكن أن يؤدي وقف الممارسات القمعية ضد القوى القبلية والعشائرية، إلى بناء الثقة بين الطرفين.

ولكن، من غير الواضح ما إذا كانت قسد مستعدة لإجراء هذه الخطوات.

السيناريوهات المحتملة للمستقبل:

يمكن أن تتطور العلاقة بين قسد والقوى القبلية والعشائرية في عدة اتجاهات:

  • استمرار العلاقة على حالها، مع استمرار حالة التوتر وعدم الثقة بين الطرفين.
  • تصاعد الصراع بين الطرفين، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية في شمال شرقي سوريا.

السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار العلاقة على حالها، مع استمرار حالة التوتر وعدم الثقة بين الطرفين. فهناك العديد من العوامل التي تصعّب من إيجاد صيغة للتفاهم بين الطرفين، من أبرزها:

  • وجود خلافات جوهرية بين الطرفين حول طبيعة الحكم في المنطقة.
  • تمسك كل طرف بمواقفه، وعدم استعداده للتنازل.
  • تدخل القوى الإقليمية والدولية في الأزمة، مما يزيد من تعقيدها.

ويؤكد التقرير على أهمية إيجاد صيغة جديدة للعلاقة بين قسد والقوى القبلية والعشائرية في شمال شرقي سوريا. وبدون ذلك، فإن العلاقة بين الطرفين ستظل مهددة بالتوتير والصراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.