عدد سكان سوريا بين جرائم النظام والكوارث والوضع المعيشي 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

ظهر أمام العالم كله من الذي تسبب في نشوب الحرب في سوريا قبل نحو 12 عاما، بدأت بمطالب شعبية مشروعة تنادي بالحريات، وتحسين الأوضاع المعيشية، فردّ عليها النظام السوري بكل وحشية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع ووصولها إلى حرب شهد العالم بوحشية النظام السوري في تعامله مع شعبه.

فقد أصدر مركز جسور للدراسات دراسة تحليلة بحثت عبرها آخر تطورات التحولات السكانية في سوريا حتى الربع الأول من العام الجاري.

واستندت الدراسة الجديدة في حسابها لعدد السكان في سوريا إلى معلومات منظمات المجتمع المدني، ودخول المؤسسات الدولية إلى سوريا، وما أصدرته من تقارير وتقييمات حالة، واحتياجات وأوضاع النزوح داخلياً واللجوء خارجياً.

وقالت الدراسة، إن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية وصل عدد السكان فيها إلى 4.3 ملايين نسمة تقريباً، في الوقت الذي بلغ عدد سكان مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية نحو 2.6 مليون نسمة، أما مناطق سيطرة النظام السوري فوصل عدد السكان فيها إلى 9.6 ملايين شخص.

ومن الصعب الوصول إلى رقم دقيق تماماً لعدد السكان في سوريا، خصوصاً مع انقطاع دراسات الإحصاء في سوريا منذ عام 2012، وتسارع حركة النزوح واللجوء وتعددها، وعدم تجانس الوضع القانوني للاجئين السوريين في بلاد اللجوء، بالإضافة إلى وجود المواليد الجدد من العائلات المجنسة، والذين يصعب معرفة وضعهم في الإحصاءات القانونية، بحسب الدراسة.

وأشارت إلى أن عمليات الاعتقال والاختفاء والإخفاء القسري، وكذلك مشكلات الولادات في مناطق النزوح واللجوء وفقدان الوثائق الرسمية، أثرت أيضاً على إحصاء عدد السكان بشكل دقيق.

الجدير بالذكر أن كارثة الزلزال التي ضربت سوريا وتركيا أثرت على التوزع الجغرافي للسوريين، إلى جانب العديد من العوامل المؤثرة سياسياً واقتصادياً.

رد فعل النظام على هذه الثورة الشعبية غير مقبول من الناحية الإنسانية. واعترف العالم بالمعارضين بوصفهم ممثلا شرعيا لسوريا، على أساس أن هذا النظام فقد شرعيته.

فإطالة أمد الأزمة أدت إلى فرض سياسة الأمر الواقع، فقد تحولت سوريا -للأسف- إلى ثلاثة أجزاء تحكمها ثلاث إدارات منفصلة، ولم يعد للنظام السوري اليوم سيطرة حقيقية إلا على العاصمة دمشق وبعض المدن الأخرى، ولا يستطيع التدخل في المناطق الأخرى.

لقد سيطر النظام السوري على بعض المناطق عن طريق إخلائها من سكانها، باستخدام أشد أنواع الأسلحة وحشية، وما كان على المواطنين السوريين إلا الاحتماء بتركيا أو لبنان أو الأردن أو الدول الأوربية من أجل إنقاذ حياتهم في مواجهة الغارات الجوية وبراميل الموت المتفجرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.