صناعة المخدرات وترويجها في معضمية الشام 

دمشق – مروان مجيد الشيخ عيسى

تتوفر في مناطق سيطرة النظام السوري كل العوامل اللازمة للاتجار بالمخدرات، فلديه خبراء لتصنيع الكبتاغون، وآلات خاصة وعشرات المعامل، ومرافئ متصلة بممرات الشحن في البحر الأبيض المتوسط، وطرق تهريب برية إلى الأردن ولبنان والعراق، كللتها حماية أمنية من مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية.

وعلى مدار سنوات، روت تحقيقات استقصائية لكبريات وسائل الإعلام الأجنبية والعربية ومراكز رصد وأبحاث مختصة، كيف أضحت صناعة المخدرات في سورية تشتمل على مراحل الإنتاج والتهريب كافة، فمن عملية التصنيع التي تنتج بشكل أساسي حبوب الكبتاغون، إلى مراكز التوضيب حيث تجهز الحبوب وتخبأ للتصدير، وصولاً إلى شبكات التهريب التي تتولى بيعها في الأسواق الخارجية

ففي معضمية الشام عمليات صناعة وترويج المخدرات في ريف دمشق انتشرت على نطاق واسع خلال الأشهر القليلة الفائتة برعاية ضباط من الفرقة وقادة مجموعات محلية تتبع لها.

فالمواد المخدرة أصبحت تباع بشكل علني في الأكشاك العامة المحاذية للمدارس في معضمة الشام وفي محال ويسطات بيع الدخان والأراكيل.

الفرقة الرابعة موّلت صناعة وتجارة المخدرات عبر جمع مئات آلاف الدولارات من أهالي المدينة والمناطق المجاورة  لها من خلال كل من خالد الخطيب وموفق العودة بذريعة تشغيلها في التجارة العامة.

فخالد وموفق نجحا في الاحتيال على الأهالي وجمع المبالغ الضخمة من خلال ترغيبهم بالأرباح المغرية التي كانت توّزع على المودعين.

فقضية صناعة وترويج المخدرات في المدينة بدأت تتكشف خيوطها قبل نحو شهر تقريبا إثر نشوب خلاف بين تامر دمراني قائد إحدى المجموعات المحلية التابعة لميليشيا قوات الغيث مع كل من العقيد ياسر سلهب المسؤول في الفرقة الرابعة عن المدينة وحسن غندور قائد اللجان الشعبية في المعضمية.

وبيّنت المصادر أنّ أسباب الخلاف تعود إلى تخلي كل من سلهب وغندور عن دمراني بعد اعتقاله مع اثنين من مرافقيه مطلع شهر نيسان الفائت على الحدود الأردنية خلال قيامهم بمحاولة تهريب شحنة من المواد المخدرة.

وأضافت أنّ دمراني فضَح شبكة المخدرات بعد خروجه من الحجز الذي استمر لأيام بوساطة قائد ميليشيا قوات الغيث غياث دلة.

ووفقاً للمصادر فإنّ حسن غندور وياسر سلهب بالتعاون مع لجنة المصالحة في مدينة معضمية الشام أصدروا أمر اعتقال بحق عزيز عرنوس المتطوع في مفرزة الفرقة الرابعة في المدينة بذريعة قيامه بصناعة وبيع المواد المخدرة بهدف إبعاد الشبهات عنهم.

ونشب خلاف بين كل من الفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله في بلدة حجيرة بريف دمشق عقب قيام حاجز عسكري للرابعة بمنع تجار يعملون لصالح الميليشيا اللبنانية من إدخال شحنة مخدرات إلى البلدة التي تعتبرها الرابعة منطقة نفوذ عسكري وتجاري لها.

وانتهى الخلاف حينها عقب اجتماع بين قادة في ميليشيا حزب الله وضباط من الرابعة انتهى بالتوصل لتسوية مالية تتعلق بالمبالغ والنسب التي ستتقاضاها الرابعة من خلال تسهيل حركة مخدرات حزب الله في مناطق سيطرتها.

وقد بات خبر تمكن حرس الحدود الأردني من إفشال محاولة تهريب آلاف الحبوب المخدرة القادمة من سوريا اعتياديا، ويتصدر واجهات وكالات الأنباء العربية. فالأردن بوابة نظام الأسد إلى دول الخليج برا، وهو – أي النظام- يصر على كسر هذه البوابة على الرغم من مراجعة سياسي الأردن لمواقفهم المناهضة لسلطة الحكم في سوريا خلال العامين الماضيين، واتجاه عمّان لفتح صفحة جديدة مع دمشق من بوابة الاقتصاد، ويشكل إصراره هذا على إيصال مخدراته إلى ما وراء الأردن، تحديا إقليميا يتطلب اهتماما متزايدا من دول المنطقة وشركائها الغربيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.