شركة أجنحة الشام وجريمة تهريب البشر 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

 

تعتبرأجنحة الشام، شركة طيران خاصة، أُسست في العام 2007، وتعد أول شركة خاصة تعمل في مجال الطيران، وتعود ملكيتها لـ “مجموعة شموط التجارية”، وتوقفت عن العمل بسبب العقوبات الاقتصادية في العام 2012، لكنها عاودت نشاطها في أيلول 2014، حيث اعتمدت حينها ناقل وطني سوري، لكن تورّطها في نقل عناصر روسية وإيرانية للقتال في سوريا، دفع الإدارة الأميركية لإدراجها على قائمة العقوبات في العام 2016 .

وقد كشفت تقارير استخبارية عن قيام شركة أجنحة الشام السورية بتهريب المئات من المهاجرين القادمين من بنغلاديش على متن رحلات جوية متوجهة إلى ليبيا حتى يركبوا البحر من هناك ويسافروا إلى أوروبا.

وعن طريق الاستشهاد بتقارير تشتمل على معلومات استخباراتية، أوردت صحيفة مالطا توداي بأن هناك جماعات إجرامية تفرض على كل مهاجر مبلغاً وقدره 1500 يورو مقابل نقله مابين دمشق إلى بنغازي في ليبيا، عبر الاستعانة بشركة سورية وهي أجنحة الشام للطيران. كما تفرض عليهم أيضاً رسوماً إدارية تعادل 500 يورو، ولعل ذلك هو الربح الذي تحصله الشبكات الإجرامية من كل شخص يجري تهريبه. حيث يحصل المهاجرون على بطاقات للطيران في المطار لا يمكنهم شراؤها إلا نقداً من قبل وكالة سفر معينة، وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن المهربين يأخذون من المهاجرين جوازات سفرهم لينفذوا حجوزات بالنيابة عنهم.

ففي 12 آذار الماضي، انقلب أحد القوارب التي تحمل مهاجرين بسبب سوء الأحوال الجوية على بعد 177 كلم من بنغازي، وكان على متنه 47 شخصاً.

وفي تلك الحادثة، غرق 30 شخصاً، وأنقذ خفر السواحل الإيطالي 17 آخرين بعد محاولة أولية فاشلة لإنقاذهم قامت بها سفينة تجارية إلا أن سوء الأحوال الجوية لم يسعفها في ذلك.

وهذه الحادثة دفعت وزير الداخلية في مالطا لطرح المشكلة أمام البرلمان بعد مرور ثلاثة أيام على وقوعها، حيث جاء فيها: تحدث الوزير عن رحلات جوية لشركة أجنحة الشام من دون أن يدلي بتفاصيل كثيرة، كما أبلغ الوزارة بأن مالطا راسلت المفوضية الأوروبية لتتخذ إجراء ضد تلك هذه الشركة كونها تسهل عمليات تهريب البشر. وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن مواطنين سوريين استعانوا بتلك الرحلات الجوية حتى يسافروا إلى بنغازي، على الرغم من أن المواطنين السوريين والبنغاليين يتم تهريبهم كل على لوحده.

وذكرت مصادر مطلعة على شبكة التهريب بأن المهاجرين البنغاليين والسوريين بمجرد وصولهم إلى ليبيا يتعين عليهم دفع أجور أعلى مما يدفعها غيرهم من حملة جنسيات أخرى، إذ يقول أحدهم: إنها جماعات إجرامية كبيرة تفضل المهاجرين السوريين والبنغاليين على بقية الجنسيات حتى تنقلهم إلى ليبيا.

وتلك المعلومات وردت ضمن بيانات استخباراتية جمعتها منظمة فرونتيكس كما تقوم الشرطة في كل من إيطاليا ومالطا بالتحقيق مع المهاجرين الذين تم إنقاذهم لتستخلص معلومات حول تلك العمليات.

وقد تم تقديم تقرير حول كل تلك التفاصيل المتعلقة بشبكة التهريب للمفوضية الأوروبية بحيث تسنى لسائر وزراء الداخلية في دول الاتحاد الأوروبي الاطلاع عليه خلال السنة الماضية.

ونشطت “أجنحة الشام” في عمليات نقل المقاتلين المرتزقة من مناطق سيطرة النظام في سوريا، إلى ليبيا للقتال مع ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

يذكر أنه في تموز عام 2022، رفع الاتحاد الأوروبي شركة “أجنحة الشام” للطيران من قائمة العقوبات، التي فرضت عليها عام 2021 لنقلها طالبي لجوء إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا.

ونشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد شطب شركة “أجنحة الشام” السورية من قائمة العقوبات التي فرضت في 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.