سوريا: بعد اكثر من عقد من الصراع..هل من أمل في التغيير؟

BAZNEWS

سوريا هي بلد يعاني من أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية حادة، فقد خلفت الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011 أكثر من 500 ألف قتيل، ونزوح أكثر من 12 مليون سوري، وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية. ورغم مرور أكثر من عقد على اندلاع الأزمة، إلا أن هناك عددًا من الأسباب التي تقف وراء عدم حدوث تغيير في سوريا، ومن أهمها:

المصالح المتضاربة للأطراف الفاعلة

تشارك في الأزمة السورية عدد من الأطراف الدولية والإقليمية، ولكل منها مصالحها الخاصة التي تسعى لتحقيقها، ومن أهم هذه الأطراف:

  • إسرائيل: تسعى إسرائيل إلى حماية أمنها القومي، والذي ترى أنه افضل في استدامة الصراع والجمود .
  • الولايات المتحدة الأمريكية: تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية في سوريا، من بينها:
    • السيطرة على شرق سوريا
    • دعم المشروع الكردي ضد تركيا
    • منع إيران من تعزيز نفوذها في المنطقة
  • روسيا: تدعم روسيا نظام الأسد للأسباب التالية:
    • الحفاظ على نفوذها في سوريا
    • ضمان عدم مرور خط غاز من قطر ودول الخليج العربي باتجاه أوروبا عبر سوريا
  • إيران: تدعم إيران نظام الأسد للأسباب التالية:
    • ضمان امتداد ما يسمى “الهلال الشيعي” الممتد من طهران إلى الضاحية الجنوبية لبيروت
    • نشر وكلائها على طول هذا الطريق
  • تركيا: تسعى تركيا إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية في سوريا، من بينها:
    • حماية الأمن القومي التركي
    • منع إنشاء دولة كردية مستقلة في شمال سوريا
    • إدارة المناطق المدنية الخاضعة لنفوذها

ونظرًا لاختلاف مصالح هذه الأطراف، فإن أي محاولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية تواجه صعوبة كبيرة، حيث ترفض كل طرف التنازل عن مصالحه.

التصعيد الإقليمي والتهديد الأمني

يشهد الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تصعيدًا أمنيًا، حيث تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وتزداد مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الطرفين. وهذا التصعيد الأمني يشكل تهديدًا لاستقرار سوريا، حيث قد يؤدي إلى إعادة إحياء الحرب الأهلية، أو إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

العوامل الداخلية

هناك أيضًا عدد من العوامل الداخلية التي تقف وراء عدم حدوث تغيير في سوريا، ومن أهمها:

  • ضعف المعارضة السورية: تعاني المعارضة السورية من ضعف تنظيمي وعسكري، مما يضعف قدرتها على تحقيق أهدافها.
  • المليشيات المسلحة: تنتشر في سوريا عدد من المليشيات المسلحة، والتي تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، مما يصعب عملية التسوية السياسية.
  • الفساد المستشري: ينتشر الفساد المستشري في سوريا، مما يعرقل عملية التنمية الاقتصادية، ويزيد من معاناة الشعب السوري.

يبدو أن الأزمة السورية ستستمر في تفاقمها في ظل استمرار الصراع الإقليمي، وضعف المعارضة السورية، وانتشار الفساد المستشري. ولكن، لا يمكن استبعاد إمكانية حدوث تغيير في سوريا في المستقبل، إذا ما حدثت تطورات إقليمية ودولية غير متوقعة، أو إذا أدرك الأطراف المعنية أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب.

واخيراً نوجه  السؤال إلى سوريا …

سوريا

أيها البلد الجريح

الذي تنزف من جراحه

وتصرخ من آلامه

أين النور في ظلامك؟

أين الحل في أزمتك؟

سوريا

أيها البلد العزيز

الذي تحمل من تاريخه

وتفخر بحضارته

أين العزة في هوانك؟

أين الكرامة في ذلك؟

سوريا

أيها البلد الجميل

الذي تزهر في أرضه

وتنشر في سمائه

أين الورد في شوكك؟

أين النجوم في سحبك؟

سوريا

أيها البلد الحبيب

الذي تعشق في قلبه

وتحلم في روحه

أين الحب في حربك؟

أين الحلم في كابوسك؟

سوريا

أيها البلد الأمل

الذي تنتظر في صبره

وتصلي في إيمانه

لا تيأس من مصيرك

لا تستسلم لقدرك

سوريا

أيها البلد السلام

الذي ترجو في دعائه

وتسعى في جهاده

ستنال من نصرك

ستحيا من سعادتك

مدون سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.