سباق روسي إيراني لتجنيد أبناء العشائر …لاستنساخ التجربة الأميركية بالعراق

مقالة ورأي

الكاتب السوري: محمد علي

BAZ_NEWS
قالت صحيفة «الشرق الأوسط» نقلا عن مصادر محلية إن روسيا تبذل جهوداً لتشكيل كتيبة جديدة تابعة لقوات النظام من أبناء عشائر البوحسن بريف حلب الشرقي، وقد جرى بالفعل تجنيد سبعين شاب بواسطة أحد مشايخ عشيرة البوحسن في منطقة مسكنة شرق حلب.
وقالت أن اجتماعاً مع أحد المشايخ البارزين في عشيرة البوحسن شرق حلب وقائد مجموعة (الحوارث) التابعة لقوات النظام والملقب بـ«الأعور»،وجرى في الاجتماع الذي عُقد في قاعدة حميميم الجوية الروسية ،

▪︎الاتفاق على تأسيس كتيبة لمساندة مجموعة «الحوارث» التابعة لـ«قوات النمر» التي يقودها العميد سهيل الحسن المدعوم من روسيا. وستتكون الكتيبة الجديدة التي تشرف عليها روسيا من أبناء عشيرة البوحسن من قرية الردة الكبيرة بريف بلدة مسكنة شرق حلب.
وبحسب معلومات واردة من شمال البلاد، يتم إخضاع هؤلاء لدورة تدريبية لمدة شهرين بإشراف الجانب الروسي، الذي قدم مغريات عدة للشبان للانضمام إلى الكتيبة الجديدة،
▪︎تتضمن منح المجند وثيقة رسمية بمهمته لاحتساب مدة خدمته مع القوات الروسية من مدة خدمة العلم الإلزامية في صفوف قوات النظام، وفق الاتفاق المبرم بين الجانب الروسي ووزارة الدفاع بدمشق.
‏وفي حال أتم المتعاقد مدة العامين في مهمته يُعفى من الخدمة الإلزامية، كما سيُمنح راتباً شهرياً قدره 150 دولاراً أميركياً، أي ما يعادل 450 ألف ليرة سورية، بما يفوق راتب المجند في صفوف قوات النظام بعدة أضعاف.
▪︎وتسعى روسيا من خلال تجنيد أبناء العشائر السورية إلى هدفين أساسيين

١ – استنساخ التجربة الأمريكية في العراق

  • تسعى روسيا إلى استنساخ التجربة الأمريكية في العراق في سوريا عبر إيجاد ما يشبه ” الصحوات” المكونة من أبناء العشائر السنية في العراق ، فروسيا تدرك أهمية العشائر والقوى السنية المحلية إذ لم تستطع القوات الأمريكية في العراق السيطرة عسكريا على المحافظات السنية بين عامي ٢٠٠٤ و ٢٠٠٦
  • واستطاع تنظيم القاعدة آنذاك بالتحالف مع بعض القوى الإسلامية والبعثية تكبيد القوات الأمريكية خسائر فادحة إضافة إلى السيطرة على أراضي واسعة ما أدى في النهاية إلى إقالة قائد القوات الأمريكية حينها ” جورج كيسي” بسبب الفشل في القضاء على تنظيم القاعدة، فخلفه الجنرال “بترايوس” المقلب بالثعلب كما يسميه البعض
  • فاستعان في حربه بأبناء العشائر السنية وشيوخها بما سميت ب “الصحوات” التي استطاعت بالفعل أن تقضي على القاعدة وأنهت نفوذها في المناطق السنية لعلم تلك الصحوات بطبيعة مناطقهم وارتباطاتهم العشائرية والاجتماعية وكما يقال ” اهل مكة أدرى بشعابها” .
  • ولذلك تستعين روسيا بالعشائر والقبائل لعلمها بأنها القوى الوحيدة القادرة على ضبط الأمن وضمان عدم عودة مسلحين المعارضة للنشاط في المناطق المسيطر عليها مؤخرا،
  • إضافة لعلمها بضعف قوات النظام السوري التقليدية المتمثلة بالجيش بعد سنوات من الحرب ومقتل عشرات الآلاف منهم في عشر سنوات خلت من عمر الثورة السورية،و تحول ما بقي من تلك القوات إلى مليشيات مرتزقة تعيش تعتاش على ما تسرقه من ” تعفيش” بيوت المدنيين السوريين بعد تدميرها وتهجيرهم منها.

٢ – إيجاد توازن للقوى على الأرض مقابل التغول الإيراني

  • تشعر روسيا بتضاعف وازدياد النفوذ الإيراني عسكريا وسياسيا وحتى اقتصاديا كما كشف عن ذلك ” رامي مخلوف” مؤخرا، وتعتبر ذلك التغول زاد عن حده خاصة وأن روسيا تعتبر الدور الروسي هو الدور الحاسم في قلب الموازين العسكرية على الأرض لصالح النظام السوري والدور الإيراني رغم دوره الإجرامي فهو دور ثلنوي من الناحية العسكرية ،
  • لذلك ترغب في إيجاد توازن على جميع الأصعدة خاصة العسكري منها مقابل التغول الإيراني عبر إيجاد مليشيات خاصة بها تحت قيادة رجلها في سوريا ” سهيل الحسن” توجد توازن عسكري وسياسي على الأرض في تكرار للتجربة اللبنانية أيام حافظ الأسد حيث كان الأسد الأب يدعم مليشيا أمل الشيعية – الأقل تدينا – مقابل حزب الله المدعوم إيرانيا، فكان هنالك توازن بين النفوذ الإيراني والسوري على لبنان آنذاك.

هذه بعض الأهداف الظاهرية للتجنيد الروسي لأبناء العشائر السورية الذين تناسوا كل جرائم روسيا والنظام السوري والمليشيات الإيرانية مقابل حفنة من الدولارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.