كان من ضمن الاستراتيجية الأساسية لروسيا في سوريا تغيير سلوك النظام وفصله عن إيران وابعادها عن صنع القرار في الشأن السوري، ومن المعروف بأن العلاقة الروسية الإيرانية مختلفة تماماً عما يظهر في وسائل الإعلام، فعلاقتهما في سوريا تشوبها الكثير من التوترات والخلافات، إذ تعلم إيران يقيناً بأن روسيا تحاول عزلها تماماً عن المشهد السياسي والاقتصادي في سوريا، ولم تخفي روسيا اتفاقها مع إسرائيل على ضرب الاهداف والنقاط العسكرية الإيرانية في سوريا، وبعد التدخل الروسي النشط في مناطق شمال وشرق سوريا عملت روسيا على تحجيم وربما إلغاء أي دور لإيران في المنطقة والبداية كانت من مطار القامشلي حيث منعت القوات الروسية، ميليشيات الحرس الثوري الإيراني من استخدام مطار القامشلي شمال شرقي سوريا،
على خلفية تفاهمات موسكو مع القوات الأمريكية في المنطقة مؤخراً وأشار مصدر كردي مطلع، إلى وجود مكتب سابق لعناصر الحرس الثوري الإيراني ضمن مطار القامشلي، وكانوا يتحكمون بطائرات يوشن ولكن حالياً تم منعهم من ذلك وأوضح أن روسيا بدأت مؤخراً بتوسيع مطار القامشلي الدولي، لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة لها في شمال شرقي سوريا، حيث استقدمت مؤخراً طائرات سوخوي الحربية ومنصات الصواريخ إلى مدينة القامشلي لتثبيت وجودها العسكري في المنطقة وبيّن المصدر أن التعزيزات العسكرية الروسية في شمال شرق سوريا، تأتي تمهيداً لخروج قوات التحالف الدولي من المنطقة لتلعب الدور نفسه، على غرار ما حدث في منبج وعين العرب وعين عيسى ولفت إلى أن الحرس الثوري يعزز وجوده في المربع الأمني الخاضع للنظام السوري في مدينة القامشلي من خلال تجنيد الشباب وتشكيل الخلايا ويمتلك الحرس الثوري ٤ مقرات في المدينة، يتمركز فيها ١٩٠ عنصراً و٢٠ مسؤولاً، وتأخذ مدينة القامشلي من المنظور الإيراني موقعاً وبعدا استراتيجيا ومهما لقربها من الحدود العراقية والتركية في ٱن واحد،