سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كثر الحديث مؤخرا عن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، فقد بات الملف مطروحا كأولوية خلال النقاشات واللقاءات التي جرت مؤخرا بين سياسيين سوريين وآخرين عرب، وخصوصا في القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة السعودية بمشاركة هي الأولى من نوعها لرئيس النظام السوري .
فمنذ إعلان جامعة الدول العربية في 7 أيار الماضي عودة دمشق لمقعدها في الجامعة بعد تجميد دام 12 عاما، كان قد أكد خلالها وزراء الخارجية العرب -في بيان مشترك- الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حلّ الأزمة السورية وانعكاساتها، ومن ضمنها أزمات اللجوء السوري في دول الجوار.
لكن اليوم كرّر رئيس النظام شروطه، لقاء عودة اللاجئين السوريين، وذلك خلال استقباله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أمس الاثنين.
وقد اشترط الأسد حشد الجهود لدعم مشاريع التعافي المبكر المرتبطة بعودة اللاجئين، وإبقاء هذا الملف في إطارة الإنساني والأخلاقي، في إشارة إلى اتهام النظام لدول غربية وإقليمية، بتسييس ملف اللاجئين السوريين .
وقد جاء لقاء المسؤول الأممي ببشار الأسد، بعد يومٍ من مجزرة تسببت بها غارات للطيران الروسي بالتزامن مع تصعيد عسكري من جانب النظام في شمال غربي البلاد.
وادعى رأس النظام السوري بشار الأسد خلال استقباله غريفيث، أن العودة السليمة للاجئين السوريين، هو الهدف الأسمى لدى الدولة السورية التي يحمها نظامه. لكنه يشترط توفير متطلبات إعمار البنى المتضررة في المناطق التي سيعودون إليها، وتأهيل المرافق الخدمية بكافة أشكالها، لكي تصبح عودتهم ممكنة متناسيا أنه وجيشه وحلفاؤه هم من دمروا سوريا .
وكانت قد تسببت الغارات الروسية منذ يومين و التي استهدفت سوقاً شعبياً بمنطقة جسر الشغور، غربي إدلب، بسقوط 9 قتلى مدنيين، وإصابة 61 شخصاً، بينهم نساء و أطفال.
وقد ادعى رئيس النظام السوري أن مؤسسات الدولة السورية اتخذت الكثير من الإجراءات التي تساعد على عودة اللاجئين، وتعمل على تأمين ما يدعم استقرارهم بعد عودتهم ضمن الإمكانات المتاحة.
وأصدرت فرق تنشط في سوريا بياناً يدين لقاء المسؤول الأممي بالأسد، بعد 24 ساعة فقط من مجزرة جسر الشغور. واعتبر الفريق أن الأمم المتحدة تكافئ النظام وروسيا، بهذه الزيارة، بعد المجزرة لكي تبقى كعادتها تقتل وترتكب مجازر بحق الشعب السوري دون رادع .