ذي قار المعركة التي أنصفت العرب من الفرس،،

عاشت الكثير من القبائل العربية ما قبل الإسلام منقسمة في تبعتيها بين الفرس والروم فالمناذرة تحالفوا مع الفرس والغساسنة مع الروم لدرجة أن العرب كانوا احيانا يتقاتلون مع أبناء عمومتهم دفاعا عن حلفائهم. لكن حادثة ذي قار غيرت الكثير فقد وحدت القبائل العربية ضد عدوهم وظهرت عندما طلب كسرى من النعمان بن المنذر أن يعطيه من خيوله وزاد في ذلك بطلب بناته ليزوجهن من الفرس فرفض النعمان طلبه. أرسل كسرى إلى النعمان يستقدمه، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة فحمل أسلحته وما قوي عليه، ثم لحق بجبل طيء، وكان متزوجا إليهم، فأراد النعمان من طيء أن تدخله الجبل وتمنعه، فأبوا خوفا من كسرى، وقالوا له: لولا صهرك لقتلناك، فإنه لا حاجة بنا إلى معاداة كسرى ولا طاقة لنا به. فأقبل يطوف على قبائل العرب وليس أحد منهم يقبله، إلا بني رواحة من قطيعة بن عبس قالوا له: إن شئت قاتلنا معك – لمنة كانت له عندهم – فقال: ما أحب أن أهلككم، فإنه لا طاقة لكم بكسرى.لكن القبائل توحدت وانتصرت على الفرس وكان يوما عظيما من أيام العرب خلده الشعراء بقصائدههم. يقول الاعشى :إن الأعز أبانا ـ كان قال لنا:أوصـيـكـم بـثـلاث إنـني تــلـفالضيف أوصيكم بالضـيف، إن لهحــقـاً عليّ، فأعـطيـه وأعـترفوالجار أوصيـكم بالجـار، إن لهيوماً من الدهر يثنيه، فينصرفوقاتلوا القوم ان القتل مكرمةإذا تـلوى بـكـف المعـصم العرفوجند كسرى غداة الـحنو صبـحهممنا كتائب تزجي الموت فانصرفوالما رأونا كشفـنا عن جماجمـناليـعرفوا أننـا بكر فينصرفواقالوا: البـقيّة والهندي يحصدهمولا بقيّة إلا الـسيف، فانكشفواجحاجـح، وبـنو ملـك غطـارفـةمن الأعـاجم، في آذانـها النطفلما أمالوا إلى النشاب أيديهـمملنـا ببيـض فـظـل الهام يخـتطفوخيل بـكر فما تنـفك تطـحنهـمحتى تولوا، وكاد اليوم ينـتـصفلو أن كـل معـد كـان ـ شاركـنـافي يوم ذي قار ما أخطاهم الشرفوقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه :هذا أول يوم تنتصف فيه العرب من العجم.

إعداد مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.