ذكرى ثورة السوريين بعد ثلاثة عشر عاماً من معاناةٍ فاقت استيعاب العالم

رئيس التحرير- BAZNEWS
…….
ثلاثة عشر عاماً مرت على اندلاع ثورة السوريين ضد عصبة النظام وزبانيته فالثورة السورية مختلفة هذه السنة ليس فقط قياساً للذاكرة العصية على النسيان التي أظهرها السوريون بالمناسبة في الداخل والشتات وإنما لتزامنها مع الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أعاد القضية السورية العادلة إلى دائرة الضوء من باب عرض جرائم الغزو الروسي لأوكرانيا وإبداء الندم والاعتذار للسكوت عن الجرائم المماثلة في سوريا.

بداية ثمة مفاهيم متعلقة بالثورة السورية النبيلة ضد نظام الاستبداد والفساد الذي أمّم أولاً كل شيء لصالح السلطة الحاكمة في عهد الأسد الأب، ثم خصخص ما أمّم لصالح العائلة الحاكمة في عهد الأسد الابن ضمن تكريس توارث السلطة وتحويل الجمهوريات إلى ملكيات مقنعة.

الثورة السورية تعبّر عن المزاج السوري العام وهي تشبه تماماً الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وتعد امتدادا طبيعيا لها كونها اندلعت ضد نفس المنظومة المتشابهة بينما تختلف درجة بشاعتها فقط.

نظام الأب والابن في سوريا هو الأكثر بشاعة نظراً للطابع الأمني-الطائفي له ما يفسر من جهة أخرى اتباعه الخيار العسكري التدميري ضد الشعب الثائر كما رأينا في حمص وحلب ومدن سورية أخرى.

ومن هنا لم يكن غريباً بدون أدنى شك انتصار الثورة السورية على النظام وآلته القمعية رغم جرائم الحرب التي ارتكبها من القتل إلى التهجير والتدمير واستخدام كافة أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية واستنجاده بإيران ومليشياتها واستجداء روسيا لاحتلال سوريا علماً أنها أنقذت أو حمت النظام مؤقتاً مرحلياً وتكتيكياً

وما عزز بقاء هذا النظام هو الازدواجية الغربية التي لا بد من التذكير كذلك بتصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العلني الذي اعتبر فيه أنه لا مشكلة لديه مع بشار الأسد بعد ان كان بقاءه يضر بالقيم الإنسانية كون هذا الأخير لا يقتل الفرنسيين وإنما شعبه فقط بينما انتفضت أوروبا نسبيا فقط بعد أزمة اللاجئين السوريين وباتت معنية فقط بمنع وصولهم عبر معالجة العرض لا المرض المتمثل ببشار الأسد ونظامه الإجرامي.

ومؤخراً محاولات مستميتة بعض الأنظمة العربية إعادة النظام السوري إلى الواجهة من جديد وفتح العلاقات معه تبين ايضاً التخاذل العربي مع قضية الشعب السوري الذي يملك ان شاءت هذه الأنظمة ام أبت حق تقرير مصيره .. فزعماء هذه الأنظمة لم تر البراميل المتفجرة ولم تتذوق طعم القتل والتدمير ولا والاعتقالات ولم يغتصب النظام حرائرهم العفيفات، ولم تهدم بيوتهم ولم تهجر عوائلهم.

وعلى الرغم من ان الثورة السورية عانت ما عانته من رواسب المنتفعين وسراق أموال الثورة على يد ثلة من المرتزقة ممن يدعون أنهم قيادات الثورة لكن الحقيقة الثورة السورية من يحمل لواءها هو الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل القضاء على الظلم والاستبداد والفساد بكل أشكاله ولن يخذلهم الله لأن الثورة السورية ثورة حق على باطل وثورة أحرار على النخاسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.