دعوات الاتحاد الديمقراطي للحوار مع النظام مبنية على تنازلات نفطية، هل ستنجح؟

كانت مسد منذ فترة طويلة تحاول عقد حوار مع النظام السوري حاملة في جعبتها عدة نقاط أساسية تتناسب وحجم المكتسبات على الأرض ضمن مناطق شرق الفرات، وأهمها عدم التنازل عن حكومة لامركزية من منطلق رؤيتها الخاصة بأنها تمثل الحل السياسي لكافة النزاعات في سوريا، ولطالما كانت هذه المحادثات تبوء بالفشل نتيجة تعنت النظام بالقرارات الضبابية والغير مفهومة، فلم تكن القاعدة الأساسية لانطلاق هذا الحوار واسعة فضفاضة، فربما كان أساس الخلاف فيها هو المحاصصة للمشتقات النفطية التي أثرت على النظام بشكل مباشر، ولكن يبدو أن اللهجة قد تغيرت مع التهديدات التركية الجديدة باجتياح مناطق جديدة والتدخل الروسي بالمنطقة على حساب الجمود الأمريكي، حيث أبدى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، استعداده لتسليم حقول النفط في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بشمال وشرق البلاد، للنظام السوري، بشرط أن يكون ملف النفط والثروات الموجودة في المنطقة جزءاً من عملية الحوار النهائية مع النظام.
وقال عضو الهيئة الرئاسية في PYD آلدار خليل، إن الخيرات والثروات الموجودة في شمال وشرق سوريا هي ليست فقط لهذه المنطقة، والاتحاد الديمقراطي لا يود احتكار الثروات، ويعتبرها ثروات وطنية لجميع السوريين.

وأشار إلى أن الاتفاق حول حقول النفط، يجب أن يكون جزءاً من الحوار والتفاوض في عملية الحوار النهائية، مضيفاً إن تمكنا من الجلوس والحوار والتفاوض، حينها يمكننا مناقشة التفاصيل حول هذه الموارد الموجودة في هذه المنطقة. وأضاف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم نحن غير متشددين في هذا الأمر، إن اتفقنا حول الموضوع الإداري والسياسي آنذاك يمكننا بكل سهولة التفاهم والاتفاق حول موضوع النفط، ومع ذلك كانت تتردد رسائل عن حزب الاتحاد الديمقراطي بأنها مستعدة للحوار مع النظام دون شروط مسبقة، وكان يعتبر النظام بأن قوات سوريا الديمقراطية مرتبطة بقوى محتلة ويقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية، وواصفا قوات سوريا الديمقراطية بالانفصالية تارة، وبجزء من الشعب السوري تارة أخرى في دلالة على تخبطه وعدم قدرته على إتخاذ أي قرار حقيقي يقارب وجهات النظر، فملف النفط في الوقت ربما يثير شهية النظام خصوصاً مع محاولات روسيا الدؤوبة لتحسين واقع النظام الاقتصادي المتهالك في هذه المرحلة الحرجة، ووضع خارطة طريق تقرب الطرفين على حساب ابتزاز الإدارة الذاتية ووضعها تحت خيارين كما هو واضح، إما الاحتلال التركي لمناطق جديدة، أو التقرب من النظام تحت شروطنا، فروسيا تلعب الدور الأساسي في هذا السياق لأن الأتراك قد وضعوا قوات النظام ضمن بنك اهدافهم في حال شنت عمليتها العسكرية، مما يعني بأن الأعلام السورية على العربات والٱليات لن تثني تركيا عن ضربها إلا في حالة واحدة وهي الإتفاق مع الروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.