خريجو الجامعات السورية والمستقبل المجهول

سوريا- مروان مجيد الشيخ عيسى

في ظل الظروف المعيشية الراهنة في سوريا وضعف الفرص لخريجي الجامعات في سوريا، انخفضت فرحة النجاح والحصول على الشهادة الجامعية، بعد أن كانت في مامضى مناسبة تستحق الاحتفال بها كونها أول خطوة للنجاح المستقبلي، فقدأصبح التخرج لا يعني الكثير بالنسبة لأغلب الطلاب الجامعيين، في حين اشتكى الطلبة من ارتفاع تكاليف حفلات التخرج.

فالخريجون أمام مستقبل مبهم ومجهول، وقد أصبحت فيه الوظيفة الحكومية وهي الوجهة الأكثر توجها للخريجين لا تقدم مستوى دخل يحقق أساسيات الحياة، فراتب الوظيفة الحكومية لا يصل في أحسن الأحوال 20 دولارا أميركيا، وذلك بسبب انهيار قيمة الليرة السورية في البلاد على مدار السنوات الماضية.

شريحة واسعة من الطلاب الجامعيين الذي يستعدون للتخرج ، أكدوا أنهم لن يقيموا حفل التخرج، فلم يعد الحصول على الشهادة الجامعية مناسبة للاحتفال، إضافة للتكاليف الكبيرة التي تقع على عاتق الطالب الذي يرغب بتنظيم حفلا للتخرج.

فقد وصل سعر قبعة الطالب ووشاح التخرج إلى 60 ألف ليرة سورية فضلا عن تكاليف استئجار بدلة الطالب التي يرتديها في الحفل، وهذه المبالغ تشكل عبئا ماديا على الطالب الذي لم يبدأ مشواره المهني بعد ليبقى ينتظر التعيين.

أما تكاليف حفل التخرج، تشمل جلسات التصوير والحلويات والضيافة ، وتتراوح تكلفة جلسات التصوير بين 250 إلى 300ألف ليرة سورية، أما المصورون الذين يملكون استديو فسعر جلساتهم أغلى حيث يتراوح بين 800 إلى 850 ألف ليرة سورية، حيث تتضمن الحفلة صورا وفيديوهات.

الكثير من طلبة الجامعة رأوا أن الحصول على الشهادة الجامعية، لم يعد له تلك البهجة نفسها التي كانت في الماضي، فلا شيء مضمون ينتظر الطالب بعد تخرجه، خاصة في ظل ضعف الرواتب والأجور في المؤسسات الحكومية وحتى المؤسسات الخاصة في البلاد، حيث يتوجه معظم الخريجين للبحث عن أي فرصة من أجل الهجرة والبحث عن المستقبل خارج البلاد.

فهناك الكثير من السوريين خريجي الجامعات السورية ،يشتغلون في أعمال لاتناسب مستوياتهم الدراسية خارج البلد وداخله ،فمنهم من رأيناهم يعمل راعيا للغنم في بلد عربي مجاور رغم أنه من خريجي كلية الهندسة المدنية المتميزين ،وعند سؤالنا له عن سبب ذلك ذكر أنه تم تعيينه في سوريا في السكك الحديدية براتب لايصل إلى 23دولارا بينما يعمل في رعي الغنم ليصل راتبه إلى 500دولارا هذا عدا أكله وشربه ومسكنه وملبسه .

وهناك من يعمل في شركات التنظيف في لبنان وهو يحمل إجازة بالحقوق .

ومنهم من يعمل في مطاعم لتوصيل الطلبات ويقول :تخرجت هذا العام وسأكمل عملي في توصيل الطلبات، مؤكدا أنه يسعى لبدء مشروعه المهني لكن خارج سوريا، لأن البلاد تشهد انعداما للفرص بالنسبة لخريجي معظم الكليات الجامعية فالوظائف لمن لديه واسطة ومدعوم من أحد رجالات النظام السوري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.